رئيس التحرير
عصام كامل

الشاطر مهندس اغتيال النائب العام (1)


كنت منهمكا في الكتابة عندما سمعت صوت انفجار هائل.. توقفت تلقائيا عن الكتابة وهرولت خارج منزلى لأكتشف أن الانفجار على مسافة أمتار قليلة من منزلى لذلك كان صوته الذي سمعته مدويا.. وعندما اقتربت من مكان الانفجار هالنى الآثار التي تخلفت عنه وعرفت أنه استهدف لاغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الذي يسكن بالقرب منى ويذهب يوميا إلى مقر عمله ويعود إلى مسكنه الذي لم يغيره.


وفي موقع الانفجار تجمع الكثير من المواطنين من شتى الانتماءات الاجتماعية والأعمار، وكلهم يملؤهم الغضب وحديثهم يرتكز جله على أداء من دبروا وخططوا لهذا الانفجار ونفذوه لاغتيال النائب العام الذي يعرفه كل جيرانه جارا طيبا آثر الاحتفاظ بمسكنه بعد توليه منصبه الحالى في ظروف شديدة الصعوبة..

الجميع كانوا يصبون لعناتهم على الإخوان الذين مع اقتراب ذكرى 30 يونيو زادو من جرعات العنف والإرهاب الذي يمارسونه.. كان التماسك الوطنى في الشارع في ذروته.

ولكن عندما عدت إلى منزلى بعد تفقد موقع الإنفجار الآثم وسماع شهادات متنوعة وعديدة لاستجلاء تفاصيله وملابساته صدمنى ما كانت تذيعه بعض الفضائيات حول ذلك الحادث الارهابى وتداعياته.. إنه ذات الكلام المكرر الذي يفتش عن مثالب وعيوب لأجهزة الأمن وتحديدا لحراسة النائب العام والسيارة التي كان يركبها، بل والشهيد ذاته الذي آثر أن يحتمى بجيرانه وكان يعيش في وسطهم منذ وقت طويل.. كلام لا يستند إلى معلومات حقيقية وإنما لا يتجاوز فقط الانطباعات والاستنتاجات الشخصية المتسرعة والمتعجلة التي تسهم كلها في نهاية المطاف في إثارة بلبلة الناس والتأثير سلبا على تماسكهم الوطنى... نكمل غدا. 
الجريدة الرسمية