رئيس التحرير
عصام كامل

العداوة وفوائد مكتسبة



في حياتنا اليومية نقابل الكثير من الناس منهم من نتوافق معه ومنهم من نختلف وهذه طبيعة الحياة فمن نتوافق معهم تشابهت بيننا قيم أساسية وطريقة التواصل ومن اختلفنا معهم اختلفنا في القيم والتواصل مما جعل الاختلاف كان هو القدر.


إلا أن ليس كل اختلاف هو تجمع لفروق القيم والتواصل مجتمعة فقد يفسد الاتصال من البداية فيتوهم الطرفان أن هناك اختلافات في القيم فيتنافران وتتولد العداوة التي تبدأ بقطع الاتصال أو دوامة مع سوء الظن وتوجس الخيفة بين الناس.

العداوة ليست كلها ضرر فإن من العداوة ما تتوطد به العلاقات وتقوى حيث يكتشف فيها كل فرد قيم الآخر الحقيقية التي لا تظهر جلية إلا وقت الاختلاف.

حيث تحيد التوقعات الإيجابية وتسيطر التوقعات السلبية على العلاقات ولا يتحكم في الإنسان سوى القيم الرئيسية التي تربى عليها..مثل احترام الكبير ورحمة الصغير والصدق والحيادية وكلمة الحق..صفات كان يمكن ألا يراها الفرد في علاقاته الكثيرة إلا وقت الاختلاف تكون واضحة تعكس ما تربى عليه الفرد وتصور لك ماضيه بكل وضوح.

إن العداوة فرصة جلية لاستكشاف الآخرين ودراسة سلوكياتهم ولابد من ذلك أحيانا قبل إجراء الشراكة أو الزواج حتى تظهر بعض الصفات والقيم الأساسية التي يبنى عليها العلاقات طويلة الأمد.

علينا بحسن الاتصال من البداية ومحاولة التعرف على الآخرين بكل تفهم والبحث عن الصداقات من ذوى القيم المتشابهة وعند الاختلاف علينا أن نظل بحياديتنا وأخلاقياتنا ومراعاتنا للآخرين وكرامتهم وأعراضهم ولا نتحدث عنهم ولا نذكرهم بما ليس فيهم وباختصار نراعى الله في خلقه.

اغتنم العداوة في إحراز صديق أفضل من صديق لم تمر علاقتك به بأى اختلاف لأن هناك مازال مربع مظلم لا تعرفه وقد تصطدم به يوما ما.
والعدو إذا رأى فيك إنسانا ذا قيم يحترم نفسه ويفرض على الآخرين احترامه كان ذلك كفيلا بصداقة وطيدة تدوم لنهاية العمر.
الجريدة الرسمية