رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إبليس للفنانين: اتقوا الله في مصر!!



ربنا سبحانه وتعالى يقيد الشياطين خلال شهر رمضان المبارك حتى لا يفسدوا على عباده أعمالهم الصالحة وفي هذا يقول رسوله الكريم (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين) أي قيدت بالسلاسل، وإن كان المولى يقيد شياطين الجن فإن شياطين الإنس تظل حرة طليقة تفسد البلاد والعباد ليس فقط في شهر رمضان بل وكل شهور السنة من خلال الفن الهابط والدراما الفاسدة والبرامج التافهة والتي تهدم في البلد وتشجع على الانحراف بدلا من أن تأخذ بيده في مرحلة هي الأصعب في تاريخه.


الفن رسالة كبيرة وعظيمة وهو وسيلة مهمة لغرس قيم الولاء والانتماء في نفوس المواطنين والتعبير بصدق عن آلام الوطن وهمومه وأحلامه وطموحاته والتحذير من المخاطر والتحديات التي تواجهه وكذلك الابتعاد عن القيم الفاسدة والسلوكيات السلبية، وبحق كان الفن المصري يؤدي هذا الدور بإتقان وقام بالتعبير ليس فقط عن قضايا بلده ولكن أمته العربية وكان الفنانون المصريون سفراء لبلدهم في الخارج وقوتها الناعمة وبفضلهم انتشرت اللهجة المصرية في الدول العربية وكانوا نجوما وقدوة للشباب العربي بفضل أعمالهم الراقية المحترمة، والتي ساهمت في تناول الكثير من القضايا المهمة بل وإيجاد حلولها، ومكتبة السينما العربية تحتفظ بأعمال فنية رائعة وثقت للأحداث التي عاشتها مصر والأمة العربية.

هكذا كان زمن الفن الجميل إلى أن جاء فنانو هذا الزمان لكي يهيلوا التراب على ما سبق بل ويتسببوا في إفساد المجتمع بأعمالهم المبتذلة، حتى يكاد يقول لهم الشيطان اتقوا الله في بلدكم، فهي لا تستحق منكم كل هذا الكم من المسلسلات والأفلام والبرامج الهابطة والتافهة، يقول لهم إبليس حرام عليكم إنفاق مليار ونصف جنيه على تدمير بلدكم وفيها فقراء يبحثون عن طعامهم في صناديق القمامة ويزاحمون الأموات في مساكنهم، بلدكم فيها مرضى يموتون بسبب عدم قدرتهم على العلاج، ونساء خلف القضبان بسبب قسط ثلاجة، وشباب يبيع أعضاءه البشرية من الفقر.

ويواصل إبليس موعظته لأهل الفن قائلا بسببكم البطالة انتشرت بين زملائي الشياطين ولم نعد نجد أعمالا أو أفكارا جديدة نفسد بها حياة المصريين أنتم تفوقتم علينا، حتى إسرائيل عدوكم الإستراتيجي تشكركم على حسن تعاونكم معها ومساعدتها في هدم بلدكم من الداخل وبفضل أعمالكم الهابطة إسرائيل وفرت أموالها التي كانت تنفقها على التخطيط لتدمير بلدكم، هل إلى هذه الدرجة مصر هانت عليكم؟

من الواضح أنه لا أمل في صحيان الضمير الوطني لدى الفنانين حتى يشعروا بآلام الوطن والمرحلة المهمة التي يمر بها وإلى أن يحدث ذلك فهل الدولة سوف تترك الأمور هكذا من تدهور إلى تدهور؟ لابد وأن يكون هناك انضباط في كل شيء حتى في الأعمال الفنية وأن تكون لخدمة المجتمع وليس لتدميره، فهل معقول أن مصر ليس فيها حاجة حلوة ونماذج إيجابية تستحق أن يشاهدها المواطنون على الشاشة.؟ ما هي فائدة هذا الكم الكبير من المسلسلات والبرامج؟ ما هي الرسالة التي يريد صناع الدراما توصيلها من خلال هذه التفاهات؟

حتى برامج المقالب المصطنعة أكثر تفاهة لا هدف لها من أول حلقة حتى آخر حلقة لا جديد فيها رغم تكلفتها العالية جدا، الله يرحم الكاميرا الخفية أيام زمان، واضح أننا دولة سوف تعيش كثيرا على الماضي في كل شيء طالما أن بوصلة المستقبل مازالت تائهة، معظم الفنانين والإعلاميين الذين حضروا إفطار صندوق تحيا مصر أول أمس مع رئيس الجمهورية لم يتبرعوا بجنيه واحد للصندوق أو حتى ساهموا في تكلفة الإفطار الذي تناولوه رغم الملايين التي يتقاضونها، وإذا لم تتدخل الدولة لوقف هذا الإسفاف فقد نشاهد قريبا أفلاما إباحية على شاشة الفضائيات المصرية.
egypt1967@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية