رئيس التحرير
عصام كامل

«اعتكاف النساء».. عضو بـ«فتوى الأزهر»: لا مانع من اعتكاف المرأة.. سيدات: لا بد أن يقدر الأزواج أنها عبادة قاصرة على شهر.. رجال: «ومن يهتم بشئون البيت؟».. وخبيرة علاقات أس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الاعتكاف يعني «قطع العلاقات عن الخلائق، للاتصال بخدمة الخالق»، ويتركز الاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من رمضان، وينفصل خلاله المسلم عن كل مظاهر الحياة الدنيوية، وعن كل البشر، من أجل التعبد والتواصل مع الله سبحانه وتعالى.


وبالنسبة للمرأة، قد يكون صعبًا، وشبه مستحيل للكثيرات، لأن المرأة المتزوجة يكون عليها رعاية أبنائها وزوجها، وعليها الكثير من المسئوليات، التي لا يمكن أن يقوم بها أحد غيرها، كما أن هناك الكثير من الأزواج يرفضون اعتكاف زوجاتهم.

ما بين الرفض والتأييد، ورأي الشرع والتحليل الأسري، تسلط «فيتو» الضوء على جواز اعتكاف النساء في المساجد من عدمه.

رأي علماء الدين
قال الشيخ سيد زايد، مدير عام مجمع الديرى الإسلامي، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إنه لا مانع من اعتكاف المرأة، حيث ثبت أن النبى (صلى الله عليه وسلم) اعتكف في روضته الشريفة في العشر الأواخر من رمضان مع نسائه، كما أخذ كل صحابي من صحابة الرسول زوجته أو ابنته أو أخته لتعتكف مع زوجات النبي، حتى ضربت لهن الخيام في نهاية المسجد، بشرط ألا يباشروهن في المساجد، لقوله تعالى: «وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ».

ونهى الله عز وجل عن جماع الرجل زوجته في الاعتكاف، ودل ذلك على أن النساء موجودات مع الرجال في الاعتكاف، لذلك لأن الأصل في الاعتكاف أن يكون في المساجد ولا يكون في المنازل، لقوله تعالى: «وأَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ».

رعاية المرأة لبيتها أولى
وقال الدكتور بكر زكي عوض، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن اعتكاف المرأة في العشر الأواخر من رمضان بالمسجد، سنة ولا شيء فيه، شريطة ألا يكون ذلك على حساب زوجها وأسرتها.

وأضاف «عوض» أنه يجب على المرأة إطاعة زوجها، حال منعها من الاعتكاف، لأنه سُنَّة وطاعة الزوج فرض، وليس لها أن تعمل بالسنة تاركة الفرض، مشددا على أن رعاية الزوج والأولاد مقدم على أداء النافلة.

وأوضح أستاذ الثقافة الإسلامية، أنه إذا كان الزوج مسئول عن تدبير المال من أجل العيش الكريم، فالزوجة مسئولة أيضا عن القيام بواجبها الاجتماعى داخل الأسرة.

رأي خبير بالعلاقات الأسرية
وأشارت الدكتورة عبلة إبراهيم، مستشار العلاقات الأسرية، أن الاعتكاف سنة وليس فرضا، وهذا يعني أنه يلتزم بها من يستطيع، وتاركها لا يأثم، ولا يعاقب، وهذا يعني أنها قد لا تناسب ظروف الكثيرات.

وتضيف الدكتورة «عبلة» أن الزوجة عليها الكثير من المسئوليات والواجبات المنزلية والزوجية، فعليها أن تلبي طلبات زوجها، وترعى الأبناء وتخدمهم، خاصة إن كانوا صغار السن، فليس هناك مخلوق يمكنه أن يحل محل الأم، وكذلك الزوجة، وهذا يجعل من سنة الاعتكاف أمرا اختياريا، لا تقدم عليه إن من سمحت ظروفها بذلك، كأن يكون زوجها معتكفا هو الآخر، ويمكنها أن تصطحب بناتها معها، أو أن تكون كبيرة في السن، وليست لديها أي مسئوليات زوجية، فتعكتف مع زوجها، أو أن تكون غير متزوجة.

آراء الرجال
وقال «عامر»، موظف: «شهر رمضان يحمل الكثير من العبادات التي يحصد منها المسلم مئات الحسنات، وكلها يطيقها الصائم، حتى وإن كان بها بعض المشقة، كالصوم وصلاة التراويح، وكذلك الاعتكاف، إلا أن الأمر مختلف بالنسبة للمرأة، فمسألة اعتكافها قد يكون صعبا بشكل كبير، فإن عاشت المرأة في المسجد 10 أيام، من سيدير شئون البيت، من تجهيز الإفطار والسحور ومراعاة الأبناء، وتلبية طلباتهم».

وأوضح «عبد الله»، محاسب: «يمكن للمرأة غير المتزوجة أو المسنة الاعتكاف، لتفرغها التام، وقدرتها على الانفصال عن أسرتها هذه المدة، لكن بالنسبة الزوجات قد يكون الأمر مستحيلا.

وأضاف «صلاح»، أعمال حرة: «خدمة الزوج وطاعته، وكذلك حسن تربية الأطفال ورعايتهم يثيب الله عليها الزوجة، ولذلك مسألة اعتكاف المرأة ليس شرطا ضروريا في رمضان، فهو سنة، ولن تعاقب على تركها، طالما أن الظروف لا تسمح بذلك».

رأي النساء
أما عن آراء النساء، فتقول رباب، موظفة: «لا أجد بدا من التمسك بهذه العبادة، طالما أن ظروف المرأة لا تسمح، فكيف سيعيش الأبناء والزوج طيلة 10 أيام دون ربة البيت، فلنكتفي بالتهجد وقيام الليل، وقراءة القرآن».

وقالت «سناء»، ربة بيت، فتقول: «شهر رمضان لا يأتي إلا مرة في العام، وهو مليء بالعبادات التي تختفي بانقضائه، كصلاة التراويح والاعتكاف، لذلك لابد للزوج أن يقدر ذلك، وينسق مع زوجته أمر اعتكافها، حتى لا تحرم من مثل هذه العبادة».

أما «نهاد»، مدرسة، فتقول: «طاعة الزوجة لزوجها تجعلها تحصد الحسنات من الله، وكذلك تحملها لمشقة العمل المضني في البيت، ورعاية الأبناء، فكيف يتسنى لها أن تترك أبنائها، خاصة إن كانوا صغارا، وزوجها، وتذهب للمكوث في الجامع، فهذا أمرا فيه ظلم لبقية أفراد الأسرة».
الجريدة الرسمية