رئيس التحرير
عصام كامل

«إعلان» الهضبة و«مقلب» باريس هيلتون و«بوكسر» عم حسني!


ما الذي يجعل أي فنان كبير، أو إعلامي قدير، أو سياسي مرموق، أو عالم بارز.. يتخلى عن وقاره؟ ما الذي يدفعه أن يلعب دور أشبه بدور «بهلوان» في مولد شعبي؟ ما السر الذي يجعله «يتنطط» مثل «القرود»، و«يفقع بالصوت الحياني» كما «المِعَددة»، و«يتمايع» و«يتمايص» كما الغواني والعاهرات؟


إنها الأموال.. إنها «المصلحة المشتركة» يا سيدي.. تلك «المصلحة» هي كلمة السر في كل ذلك.. فـ«الشركات الكبرى» تتجه- غالبًا- إلى الاستعانة بـ«الأسماء الشهيرة» في كافة المجالات لـ«الترويج» لمنتجاتها.. في مقابل ذلك، أصبحت الإعلانات «نحتاية عِنَبْ»، يحصل مقدمها على مبالغ طائلة نظير «مجهود قليل» أمام الكاميرا.

حجم الأموال المدفوعة لــ«المذيع» و«الضيوف» تتناسب طرديًا مع «قلة الأدب».. فكلما زادت درجة «البذاءة»، و«الإسفاف»، و«الوقاحة»، و«السفالة».. زادت نسبة المشاهدة، وزادت حصيلة الإعلانات، وبالتالي تزيد «الأساتك النقدية» المدفوعة.

«ادفع ستجد ما يسرك»، و«أبجني تجدني».. هذا هو الشعار الذي يرفعه الجميع- إلا من رحم ربي- بالنسبة لـ«سبوبة الإعلانات».. عاوز «عجين الفلاحة»، أوك.. عاوز «نوم العازب»، مفيش مانع.. عاوز «أراجوز»، تحت أمرك.. عاوزني أقلب «واحدة ست»، عادي جدًا.. المهم سيادتك هتدفع كام..!

عاوزني «أتهزأ» أكثر، أنت تؤمر.. عاوز الضيوف «يشتموني»، ويطلعوا «ميتين أبو إللي خلفوني» معنديش مانع.. المهم «أقفش كام».. واسألوا رامز جلال عن وجبة «الشتائم» التي يحصل عليها يوميًا من ضيوفه، ومن جمهوره الذي يتابعه أمام شاشات التليفزيون أو على اليوتيوب..!

وبالحديث عن «السبوبة»، فإنه لا وجه للمقارنة بين المبلغ الذي يحصل عليه الفنان «المحلي» وبين نظيره «العالمي».. فالنجمة العالمية «باريس هيلتون» قَبِلتْ «التهزيء»، والظهور في برنامج «مقالب سخيفة» مقابل حصولها على «250 ألف دولار، نحو 2 مليون جنيه مصري».. وهو مبلغ أكثر مما حصل عليه الفنانون المصريون والعرب مجتمعين، مقابل «إهانتهم» في «رامز واكل الجو»!

أكثر من 30 وجهًا مشهورًا أطلوا علينا خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان.. والمشاهير فيما «يُعْلنون» مذاهب.. وكل فنان على «قـد» حجمه.. فمَنْ يقدم إعلان «ويسترن يونيون» لا يتساوى مع مَنْ يقدم إعلان «شاي العروسة».. ولا وجه للمقارنة بين المبلغ الذي حصل عليه «الهضبة» من إعلان «بورتو أكتوبر»، والمقابل الذي حصل عليه الفنان حجاج عبد العظيم في إعلان «أونست».

أما الفنان القدير حسن حسني، فأثبت أنه سيظل يلعب دور «الرجل الثاني»، حتى في الإعلانات، بعد ظهوره في إعلان رافعًا «البوكسر»، الذي «خلعه» زميله «نجم القطونيل» هاني رمزي..!

والغريب أنه وسط هذا الكم من برامج «الاستظراف»، والإعلانات «المستفزة»، تستحثك «الحالات الإنسانية»، و«بنك الطعام»، ومستشفيات السرطان، والقلب، والكبد، والكلى... على التبرع، «ولو بجنيه»..؟!

فكرة الاستعانة بالنجوم ليست عيبًا.. العيب أن يقدم الفنان «إعلانًا» دون النظر في محتوى هذا الإعلان، وطريقة تقديمه، ومدى تأثير ذلك على شعبيته، وردود الأفعال السلبية التي قد يحصدها بسبب الألفاظ «الخادشة»، والمشاهد غير المألوفة، والرسالة السلبية التي يتضمنها الإعلان.. لكن يبدو أن آخر شيء يفكر فيه «نجوم السبوبة» هو «العيب»!
الجريدة الرسمية