رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء نصر سالم: الإخوان حاولوا اختراق منظومة تسليح الجيش المصري وفشلوا

فيتو

  • مصر كانت ستتحول إلى سوريا ثانية


كشف اللواء نصر سالم، أستاذ الإستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، عن أن الإخوان حاولوا اختراق المؤسسة العسكرية ولكنهم لم ولن ينجحوا أبدًا؛ لأن الجيش المصري معد ألا يخترق أبدا، ولديه عقيدة ثابتة تترسخ لدى كل من يرتدي البذلة العسكرية سواء جنديا أو ضابطا، وهي أن "التراب المصري أغلى من روحه التي بين ضلوعه"، وهو ما يحبط أي محاولة لاختراقه.

وأضاف سالم، في حوار خاص لـ"فيتو"، بمناسبة ثورة 30 يونيو، أن الإخوان هدفهم الأساسي كان هدم مؤسسات الدولة وبناءها على هواهم، وأهم هذه المؤسسات "الجيش – الشرطة – القضاء".

* ماذا لو لم تحدث ثورة 30 يونيو.. كيف سيكون الوضع في مصر؟
كانت مصر ستتحول إلى سوريا ثانية بل أشد، ففي سوريا الحرب مذهبية ولكن مصر ستكون طائفية ومذهبية وقبلية، وكل أنواع الحروب التي تتخيلها، وكانت طاحونة الحرب الأهلية هرست كل ما هو أخضر ويابس، بالإضافة إلى هروب ملايين المصريين، فأين كانوا سيلجأون؟، فمصر أكثر الدول العربية في تعداد السكان ولن يجد أهلها مكانا يأويهم إذا تركوها للإرهاب.

لذلك خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه مؤيدا السيسي في ثورة 30 يونيو؛ لإيمانهم بوحدة مصر وسلامة أراضيها من جماعة مغتصبة تنفذ مخططات خارجية.

* هل حاول الإخوان اختراق منظومة التسليح للجيش المصري؟
بالتأكيد نعم، ولكنهم فشلوا لأن الجيش يعمل بمنظومة مغلقة على قياداته، ولا يسهل التسلل إليها أبدا، وحاول الإخوان مغازلة بعض القيادات البارزة داخل الجيش لاستمالتهم ولكنهم فشلوا، وعلى رأس هذه الشخصيات الرئيس السيسي نفسه، وارجعوا إلى خطب مرسي ومسئولي مكتب الإرشاد إبان حكمهم، ولكن البيئة العسكرية لا تقبل الاختراق؛ لأنها مبنية على وحدة الصف.

* لماذا تدخلت أمريكا لمساعدة الإخوان للوصول إلى سدة الحكم وتثبيتهم؟
لا ننسى أن الإخوان قبلوا أن يكونوا أداة أمريكا في تحقيق مخططاتها في المنطقة، وهي تفتيتت الدول العربية إلى دويلات صغيرة أضعف من إسرائيل، وكشف محمد حبيب - نائب المرشد السابق - عن أن الأمريكيين عرضوا عليه قبل ثورة 25 يناير، وصول الإخوان للحكم مقابل التنازل عن بعض الأراضي وتعديل بعض السياسات تجاه إسرائيل التي تقوم على أن تعطي إسرائيل مصر جزءا من صحراء النقب في مقابل التنازل عن سيناء للفلسطينيين، وهم يتنازلون عن بعض الأراضي في الضفة الغربية وغزة لصالح إسرائيل، وقد قبل الإخوان بالفعل الخطة الأمريكية، وتمسكوا بهم حتى اللحظات الأخيرة؛ لأنهم كانوا الورقة الوحيدة التي راهنوا عليها لتحقيق مخططهم ولكن المصريين أحبطوها بالكامل.

* أصدر الإخوان قرارات تؤكد أنهم سيتنازلون عن سيناء للفلسطينيين أو الأمريكيين.. فهل كان الجيش سيصمت؟
الإخوان منذ اليوم الأول لهم في الحكم وخطابهم كان مكشوفا عن عملية حل القضية الفلسطينية على حساب الأراضي المصرية، بقيام إمارة إسلامية في سيناء تستقبل فيها الفلسطينيين لصالح إسرائيل، وتمهيدا لقيام الدولة اليهودية لإسرائيل ولكن الجيش لم يكن ليصمت أبدا، وسيضحي أبناؤه بأرواحهم فداء أي ذرة رمل من تراب سيناء أو مصر لآخر جندي وضابط بالقوات المسلحة.

* كيف حمل الرئيس السيسي وأعضاء المجلس العسكري أرواحهم على كفهم وأزاحوا الإخوان من الحكم؟
الروح كانت رخيصة بالنسبة لكل عسكري مصري أمام الإخوان، ولأن الجيش فطن منذ البداية مخططات الإخوان وكانوا يعلمون جيدا حجم الخطر الذي يحملونه لمصر والوطن العربي، وقفوا وقفة رجل واحد أمامهم غير مهتمين بما سيحدث لو فشلوا، ولكنهم كانوا يعلمون جيدا أن الشعب لفظهم منذ الأيام الأولى من حكمهم وضج بالسياسات التي يحاولون فرضها على المجتمع المصري، فراهن السيسي ورجال المجلس العسكري على الشعب ولم يخذلهم، فنجحت الثورة وسقط الإخوان كما سقط من قبل كل من يحاول هدم أو تغيير هوية الشعب المصري، والتاريخ يشهد ولكن الإخوان جهلة لم يقرأوا التاريخ.

* كيف سهل الإخوان دخول العناصر الإرهابية لسيناء؟
الإخوان كان لديهم عناصر في سيناء تعمل لحسابهم، وعندما حكموا مصر قاموا بالتنسيق بين هذه العناصر وأجهزة مخابرات دولية وبعض التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وأنصار بيت المقدس وداعش؛ للتجمع في سيناء لأنه كان مطلوبا من مرسي وجماعة الإخوان تجميع كل الإرهابيين في العالم بسيناء لإقامة إمارة إسلامية تمهيدا لإعلان إسرائيل دولة يهودية؛ لأن هذه الذريعة في صالح إسرائيل، فطالما هناك دولة دينية مجاورة لها فلابد أن تعلن هي الأخرى عن هويتها اليهودية، وهي حلم كل يهود العالم بأن تكون فلسطين دولة يهودية خالصة لا يسكنها مسلم أو مسيحي.

أي كان الإخوان يعملون لصالح إسرائيل أولا في المنطقة، وليس كما يدعون أنهم يقيمون شرع الله ويدعمون الشريعة الإسلامية، هم ليس لهم هوية أو دين أو وطن.

* كيف أثرت ثورة 30 يونيو في الإستراتيجية العسكرية المصرية وأعادت التوازن في تنويع مصادر السلاح والانفتاح على دول العالم؟
طيلة حكم مبارك ومن قبله السادات، كان هناك اعتماد بدرجة كبيرة على السلاح الأمريكي بل وصل الاعتماد إلى نحو 90% من التسليح المصري أمريكي، وكانوا يحاولون إيجاد مصادر بديلة ولكن لم يكن قرارهم ذا قوة، أما بعد ثورة 30 يونيو وظهور الأنياب الأمريكية التي كانت تخفيها وما تريده للمنطقة والشعب المصري، فكان لا بد ألا ننتظر أكثر من ذلك ونترك تسليح الجيش المصري رهينة في يد أمريكا، فاتخذت القيادة العسكرية بالإجماع مع المجلس العسكري، قرارها بتنويع مصادر السلاح والانفتاح على العالم، وإيجاد مصادر تسليح أكثر قدرة من التسليح الأمريكي نفسه، فبدأنا التعاون مع روسيا والصين وفرنسا والعديد من الدول الأخرى؛ حتى لا نكون عرضة مرة أخرى لأهواء أو سياسات أحد.
الجريدة الرسمية