رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الشرطة المنتظر !


لن تعود الشرطة لأداء دورها فى حماية أمن الشعب واثقة مطمئنة، إلا إذا استعادت يوم عيدها الذى ضيعته يوم ٢٥ يناير، عندما وقفت ضد ثورة الشباب على النظام الحاكم الظالم، يومها انحازت إلى الباطل ضد الحق، وإلى الظلم ضد العدل، وإلى الفساد ضد النقاء، وانتصر عليها الثوار بما يحملون من حق، وانتزعوا يومها الذى كانت تحتفل به كل عام، ليصبح بعدها عيدا للثورة المصرية لا لشرطة النظام وحماة الحكام الظالمين.


فلم يعد للشرطة عيد من يومها، ولم تر يوما يهدأ لها جفن فيه بعده، كانت مناسبة عيد الشرطة عيدا وطنيا بحق تم التفريط فيه من قبلها، كنا نحتفل بيوم وقوفها مدافعة عن كرامة المصريين وسيادتهم ضد المحتل الغاصب فى الإسماعيلية يوم ٢5 يناير ١٩٥٢، الذى أراد ضرب الشرطة فى المدينة جزاء حمايتها ومعاونتها لشباب الفدائيين المصريين الذين أنزلوا بالمعسكرات الإنجليزية خسائر فادحة عقب إلغاء النحاس باشا معاهدة ٣٦، بعد أن رفض المحتلون استقلال مصر وفق ما نصت عليه تلك المعاهدة بعد انتهاء الحرب العالمية، فضرب الحصار على قوات شرطة الإسماعيلية مطالبا بتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة، فرفضت القوات الإنذار.

ودارت معركة غير متكافئة بقيادة الضابط مصطفى رفعت مع الجيش الإنجليزى، كانت الشرطة فيها فى موقع الدفاع عن الكرامة المصرية والعزة الوطنية، وقدمت أكثر من خمسين شهيدا ومئات الجرحى، فكان حقا لها أن نحتفل معها بهذا اليوم المجيد ونحيى شهداءها شهداء مصر كلها، ولقد أهدرت الشرطة بيدها هذه المناسبة الوطنية يوم صوبت أسلحتها إلى صدور شباب مصر، وأسقطت خيرة شبابها شهداء تحت عجلات مدرعاتها، ونست أو تناست أنهم أبناء مصطفى رفعت وزملائه الشهداء.

لقد سقطت الشرطة المصرية بالفعل يوم أن فرطت فى مفهوم حمايتها لأمن المواطن لصالح حماية أمن النظام، وعن الحفاظ على كرامة المصريين إلى عبادة الحاكم والتنكيل بخصومه، وما أحوجها وأحوجنا إلى العودة لحالتها الوطنية الأولى التى انحازت فيها للمجاهدين من شباب مصر ضد قوى الظلم والطغيان، ودافعت عن عزة الوطن وكرامته، يومها سيكون عيدا وطنيا نحتفل به معها قلبا وقالبا، يوم أن تعود لأحضان الوطن والمواطنين، يومها سيكون عيدنا كلنا ..... ولعله يكون قريبا.

الجريدة الرسمية