إلى الجهاد الأكبر

جاء رمضان شهر الخير والرحمة والمغفرة وصفدت شياطين الجن كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردت الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.

ولكن بقيت شياطين الإنس أصحاب النفوس الشريرة الذين لم يتأثروا بنداء الحق لهم (يا باغي الشر أقصر) فإذا رأيت قتلا هنا وتفجيرا هناك وإفسادا في شهر الرحمة والإحسان فاعلم أن هؤلاء هم شياطين الإنس الذين امتلأت نفوسهم بالشر فأعانتهم على الفساد والإفساد ولا عجب في ذلك لأن النفس الشريرة هي صاحبة فكرة أول جريمة قتل كما قال الله – عز وجل فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وهى صاحبة فكرة أول دعوة للزنا وهذا اعتراف امرأة العزيز في القرآن (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ).

حتى السامرى الذي صنع عجلا ليعبده قوم موسى من دون الله اعترف بجريمته قائلا (وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى ) فهيا إلى الجهاد الأكبرالذى دلنا عليه حبيبنا – صلى الله عليه وسلم - وهو جهاد النفس.