رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «هنري فورد» أبو الاقتصاد الأمريكي.. عملاق صناعة السيارات.. أُُعجب بـ«هتلر» وأعلن دعمه للنازية وعداءه لليهود.. جلب يمنيين للعمل في مصانعه.. وابتكر خطوط الإنتاج في الصناعة


أسس هنري فورد، شركة "فورد" الأمريكية، التي تعمل في تصنيع السيارات، بمدينة ديربورن بولاية ميشيجان الأمريكية. وتعتبر الشركة من أكبر 10 مصنعي السيارات في العالم. ولقُبت بـ"الأب الرسمي للاقتصاد الأمريكي". ويرأس الشركة "ويليم فورد" حفيد المؤسس "هنري فورد".


"فيتو" تلقي الضوء في السطور التالية على المُصنِع الأول للسيارات في العالم.

مولد هنري فورد
ولد هنري فورد في 30 يوليو عام 1863، في "واين كاونتي" بولاية ميشيجان في جرينفيلد تاون شيب، إبان الحرب الأهلية التي نشبت بين الولايات المتحدة الجنوبية والولايات المتحدة الشمالية، وكان الابن الأكبر لأبيه في أسرة تتكون من أربعة أولاد وبنتين.

من الزراعة إلى الميكانيكا
نشأ فورد في أسرة مزارعة، تمتلك مرزعة ويقوم أفرادها على رعايتها والعمل بها. تربى فورد داخل هذه المزرعة، وأراد والده أن يقف ابنه بجانبه في هذه المزرعة والعمل بها، لكن كل هذا لم يشفع لدى فورد لحب الزراعة والعمل بها، لأنه كان يميل إلى اتجاهات أخرى.

كان فورد يقضي معظم وقته في تصليح ساعات أصدقائه ويفكر في الميكانيكا، إلى أن قرر ترك مزرعة والده والعمل في إحدى الورش ميكانيكيا.

العمل بشركة "أديسون"
في عام 1891 التحق هنري بالعمل بشركة "أديسون" للإضاءة، ومن هنا بدأت أولى خطواته من أجل تكريس حياته للمجال الصناعي، ونظرًا لجهده ترقى فورد من متدرب إلى مهندس بالشركة عام 1893، ووفر له عمله هذا ما يكفي من الوقت والمال من أجل إجراء تجاربه الشخصية على محركات الاحتراق الداخلي، واستمر بالعمل في "أديسون" لمدة ثمانية أعوام، هذا إلى جانب ولعه بعالم السيارات ورغبته في الابتكار والتطوير في هذا المجال، حتى قرر التفرغ لعشقه الأول: تصنيع السيارات.

التجربة الأولى لتجميع سيارة
كرس فورد كل إمكاناته من أجل تصنيع سيارة تسير بالوقود، وبالفعل انتهى من تجميعها عام 1896، وعرفت وقتها بـ"الكوادريسيكل"، وباع هنري فورد هذه السيارة واستخدم ثمنها كرأس مال يمول به عمله في المجال ذاته.

تأسيس شركة فورد
بعد نجاح التجربة الأولى، أسس فورد الشركة التي حملت هذا الاسم عام 1903، وأصبح هو نائب الرئيس ورئيس المهندسين بها، وبدأت الشركة نشاطها بتجميع عدد قليل من السيارات، وكان العمل يتم على أساس أن يجمع فريق يضم اثنين أو ثلاثة عمال أجزاء السيارة، سواء التي تم تصنيعها بالشركة، أو التي تم جلبها من شركات أخرى.

أعلنت الشركة إصدار السيارة موديل A 1903، ثم عمل على إنتاج سيارات السباق، التي سجلت أرقاما قياسية، حتى أنه قاد بنفسه بعضها وأصبح بطلا لأحد السباقات.

بعد ذلك أنتج فورد السيارة موديل "T" بديترويت في الأول من أكتوبر عام 1908، هذه السيارة التي وضع فيها فورد حلمه في صنع سيارة بسعر معقول وسهلة في الاستخدام. ومع مجيء عام 1918 غزت السيارة الأسواق، وأصبح نصف السيارات التي تسير بشوارع أمريكا من هذا الموديل.

10 آلاف سيارة في 24 ساعة
سعى فورد من أجل خفض ثمن السيارة والاكتفاء الذاتي بتصنيع جميع أجزائها داخل شركته، ولتحقيق هذا كان لا بد من امتلاك مناجم للحديد ووسائل نقل كالسفن والسكك الحديدية ومصانع لتصنيع أجزاء السيارة من محرك وشاسيه وإطارات وغيرها، ومع قدوم عام 1920 أصبحت شركة "فورد" تملك مزارع مطاط في البرازيل، وأساطيل سفن، سكك حديد، ومناجم للفحم والحديد، وغيرها، وجاء عام 1925 وفورد ينتج عشرة آلاف سيارة خلال الـ24 ساعة.

تعرض فورد لعدد من النزاعات مع المساهمين بالشركة، بسبب إصراره على إدارة الشركة بطريقته الخاصة، بالإضافة لخططه من أجل التوسع وتقليل سعر السيارة، إلى جانب نزاعاته مع نقابة العمال.

فورد وعلاقته باليمنيين
انتشرت هذه الحكاية، وهي أن بحارًا يمنيا من عدن التقى هنري فورد الذي عرض عليه العمل في مصانعه، فأرسل فورد سفينة إلى اليمن لجلب العمال، وقام فورد بتوظيف عدد من اليمنيين للعمل في مصانعه في بدايات القرن العشرين، وتميز اليمنيون وقتها أنهم عمال جادون، لكن فورد كان يبحث عن عمال لا يعرفون شيئا عن العمل النقابي، فعماله الأميركيون كانوا يكثرون من الإضرابات والاعتصامات، فأراد فورد أن يستقدم عمالة بحواجز لغوية وثقافية تمنعهم من الانضمام للنقابات العمالية.

إعجابه وصداقته لـ"هتلر"
يعود الفضل بشكل كبر إلى هنري فورد في زيادة قدرة القوات الألمانية، ونمو اقتصاد ألمانيا ما قبل الحرب بشكل لم يسبق له مثيل، وذلك لإعجابه الشديد بشخصية الزعيم النازي أدولف هتلر ومبادئه، ما جعله يوفر دعمًا ماليًا كبيرًا للحزب النازي.

وللتعبير عن امتنانه لم يكتف هتلر بتعليق صورته على حائط مقر مكتبه في ميونيخ، ولكن كتب عنه بإعجاب في كتابه "كفاحي"، وردًا على ذلك كان فورد يهنئ صديقه الألماني سنويًّا بعيد ميلاده ويقدم له هدية تبلغ قيمتها 5 آلاف دولار، بجانب تقديم الشركات التابعة لفورد في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا لهتلر قبل بداية الحرب 65 ألف سيارة شاحنة.

ولم يخفِ فورد كرهه الشديد لليهود، وذلك من خلال الكتاب الذي قام بتأليفه بعنوان "اليهودي العالمي أكبر مشكلة في العالم".

وفاته
توفي هنري فورد عام 1947، وهو في الثالثة والثمانين من عمره، بعد أن جعل السيارة وسيلة لرفاهية الأغنياء، وأداة تنقل البسطاء.
الجريدة الرسمية