رئيس التحرير
عصام كامل

«5 أكلات مصرية وعربية» تسرقها «إسرائيل» وتنسبها إلى تراثها


لا تتوقف سلسلة الاغتصابات الإسرائيلية عند حيز أرض فلسطين، وإنما تمتد السرقات إلى قلب التراث الفلسطيني والعربي، حيث تستبيح حالة الأريحية والانشغال العربي بتسجيل التراثيات في اليونسكو لتنسبها إلى نفسها، حتى تجعل من نفسها دولة ذات تاريخ وتراث مستقل، فهي الدولة الوحيدة التي تمتلك 4 آلاف حكاية شعبية سجلتها ضمن تراثها غير المادي، حيث نسبت جميع قصص الأنبياء والأساطير إليها، فأصبحت السرقة رسمية معترف بها دوليًا.


غير أن يد إسرائيل تسرق الأطعمة والمشروبات العربية لتنسبها إلى تراثياتها غير المادية، على الرغم من أن المطابخ العالمية تخلو من المطبخ الإسرائيلي لأنه لا يملك سجلا تاريخيًا يستحق التتبع، فكل ما ينسبه إلى نفسه إما مسروق عربيًا أو من دول الغرب، وذلك بسبب اختلاف وتعدد الثقافات الموجودة في إسرائيل، فبعضهم ينتمي إلى اليهود العرب وآخر إلى اليهود الغربيين (أشكيناز)، الأمر الذي تسبب في تعدد الأكلات وعدم الائتلاف تحت لواء ثقافة معروفة ذات أصل ممتد إلى جذور التاريخ.

إلى جانب ذلك، وزارة السياحة في إسرائيل التي وزعت في بريطانيا في شهر فبراير الماضي كتابًا للطبخ يحمل اسم "المذاق الإسرائيلي"، وضم عددًا من الأكلات الفلسطينية والعربية التي نسبها الاحتلال لنفسه.

الفلافل
وكان أغرب ما نسبته إسرائيل لنفسها هي أكله "الفلافل– الطعمية"، لتسجلها أنها الأكلة الوطنية للشعب الإسرائيلي، على الرغم من أن جذور الفلافل تعود إلى مصر، في النصف الأول من الألفية الأولى للميلاد، حيث تم إعداده من الفول المصري، ويرجح أن الأقباط مصر هم من صنعوها كوجبة بديلة لوجبة اللحم في الأعياد التي حُرّم فيها تناول اللحم، وانتشر الطبق في وقت لاحق إلى الشمال إلى سوريا ولبنان، وتم إعداده هناك من حبيبات الحمّص بشكل أساسيّ، وتُعتبر الفلافل اليوم طبقًا منتشرًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتحتفل إسرائيل بالفلافل من خلال "اليوم العالمي للفلافل".

الكعك
وآخر ما يمكن للعربي أن يتخيله أن تنسب إسرائيل صناعة الأكل على أنه من تراثياتها وأنها أول من صنعته، على الرغم من أن عادة عمل الكعك بدأت من العصر الفرعوني حيث كان الإنسان المصري القديم يقدم الكعك والأقراص كنوع من القرابين والهدايا والنذور للآلهة وهذا ثابت من النقوش الموجودة على جدران المعابد القديمة.

وهناك اعتقاد آخر يقول إن البحث في الأصول التاريخية لكعك العيد يعود إلى العصر الأخشيدي 924م وكذلك للعصر الفاطمي حيث أحدث خلاله جهاز رسمي لشئون الكعك أو مؤسسة عامة لإنتاجه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين وأرباب الدولة، وقد سميت هذه المؤسسة (بدار الفطرة)، وبقيت هذه الدار وبقي الطباخون والعاملون فيها سنوات طويلة حتى العصر الأيوبي واستمرت العناية بالكعك وتوزيعه كصدقة طوال العصور الوسطى حتى نص عليه في حج الوقف، أي كان يوزع على حجاج بيت الله الحرام عند ذهابهم للديار المقدسة ليأكلوه أثناء رواحهم وغدوهم.

الحمص
ولم يسلم الحمص من إسرائيل، لتنسبه إلى ثقافتها، على الرغم من أنه الأكلة الأشهر في بلاد الشام، الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة تنتشر فيها المطاعم التي تقدّم مأكولات شعبية عربية مثل الحمص والفلافل والسلطة العربية، لكنها تعرّفه بأنه "أكل إسرائيلي"، مثل مطعم "غونزو" المتنقل في ولاية بورتلاند، وتحتفل إسرائيل بالحمص من خلال "اليوم العالمي للحمص" سنويًا يوم 13 مايو من كل عام.

إلى جانب ذلك، يستخدم "الحمص" بشكل علني رمزًا لمشاريع للتطبيع مع الفلسطينيين. فقد أطلقت مبادرة ضخمة من جهات إسرائيلية سميت "مبادرة الحمص".

السحلب
وكان آخر ما ضمته إسرائيل إلى سجلها هو المشروب المصري الشهير "السحلب"، وسمته باسم "ساخلاف" على الرغم من أن أصول السحلب ترجع إلى الدولة العثمانية، ولم يكن له علاقة يومًا ما بإسرائيل، وذلك إضافة إلى الكنافة النابلسية، والتي يظهر من اسمها المعروف أنها ترجع إلى مدينة نابلس في فلسطين، وتنتشر بكثافة في دول الشام.

المقلوبة
وتنضم أكلة "المقلوبة" الفلسطينية إلى قائمة الانتهاكات التراثية، حيث يقدمها الإسرائيليون في مطاعمهم حول العالم على أنها من ثقافتهم وتراثهم، غير أنها أكلة فلسطينية وشامية في المقام الأول.

فلا يتفاجأ المسافر إلى إسرائيل عندما يدخل مطار اللد (بن غوريون) في الأراضي المحتلة ويصطدم بعبارة ضخمة تغطي حائطًا كبيرًا في الطريق بين البوابة الرئيسية والطائرات، تقول: "الحمّص... طعمُ إسرائيل"، وخارج المطار في المواقع السياحية والمنتجعات يوجد تذكارات على شكل الأكلة العربية الشهيرة "الفلافل".
الجريدة الرسمية