رئيس التحرير
عصام كامل

السيناريو الكارثي في السعودية.. خطة التقسيم!


قلنا عقب التفجير الأول في المنطقة الشرقية بالسعودية، الذي جرى قبل أيام: إن القاعدة الإرهابية تقول إنه "عندما تنفجر أول قنبلة، فتأكد أن الثانية في الطريق"، وهو ما جرى أمس!


السؤال الآن.. وبعد تفجير ثان في مسجد للشيعة، ماذا سيحدث إن قام جهاز استخبارات أجنبي بتفجير مسجد للسنة في أي مكان في السعودية؟.. إلى من ستتجه أصابع الاتهام؟.. وكيف سيكون حال الإدانة الكبيرة للسعوديين لما جرى من تفجيرات؟.. هل ستبقى غاضبة أم ستطلب هي أيضا الثأر من الشيعة؟.. وماذا سيقول بعض الخطباء من المتشددين هناك؟.. وماذا لو دبر الشرير الخفي تفجيرا ثالثا في مسجد شيعي آخر لاستكمال خطته بعد تفجير المسجد السني؟.. وماذا سيكون الحال لو اخترع هذا الشرير الخفي اسما عشوائيًا يحمل اسم جماعة إرهابية وهمية؟.. ثم اخترع اسما وهميا لجماعة أخرى شيعية أيضا؟.. هل سيصمت الشيعة أم ستجد متشددون بينهم يتهمون الحكومة السعودية بالتواطؤ مع ما يجرى وأنهم يطهرون المنطقة من الشيعة؟.. وماذا لو صدق شباب المنطقة الشرقية هذه المزاعم؟.. سيتفرجون أم سيتسلحون؟.. وبين كل ذلك، ما الحال لو حدثت مشادة أو مشاجرة في أي سوق أو شارع أو فندق بين مواطن سني وآخر شيعي؟

بالطبع السيناريو السابق يمكن أن يحدث في أسابيع، وأخطر ما فيه هو لفت الأنظار لكون المنطقة الشرقية ذات أغلبية شيعية؛ إذ أن التمييز الجغرافي على أساس مذهبي كارثي في ذاته؛ إذ أنها أول خطوات التقسيم التي لها خطوات محددة تبدأ بالاعتراف بأغلبية مذهبية أو عرقية في منطقة ما، ثم الزعم بالاضطهاد ثم تقسيم الأدوار بين متطرفين منهم يطالبون بالانفصال، وآخرون معتدلون يؤكدون تمسكهم بالانتماء لوطنهم، لكنهم يطالبون باحترام خصوصيتهم، وبعدها إلى الحكم الذاتي ثم إلى الانفصال!

الآن السعودية في خطر.. ويبدو الخطر ليس من سلاح نووي ولا من هجوم قريب محتمل.. إنما الخطر لكونها ضمن مخطط لتقسيم المنطقة، نشرته كاملا "النيوزويك" الأمريكية قبل عامين بعنوان مثير هو "الـ 5 كيف تصبح 14"، أي أن كيف تتحول خمس دول عربية إلى 14 دولة بتقسيمها؟..  كان على رأسهم السعودية!

السعودية في خطر.. والمتطرفون الصهاينة لا ينكرون رغبتهم في العودة إلى "يثرب"، التي يزعمون أنهم طردوا منها.. لذلك ولأسباب أخرى فمخطط التقسيم هو "أمريكي صهيوني" دون أي شك.. وهو ما يجب أن يلفت نظر الأشقاء هناك إلى:

- سرعة وقف التدهور الجاري في الجسد العربي، وأن السير في الاتجاه العكسي يجب أن يبدأ من الشقيقة سوريا وكفى ما جرى!

ـ- خصوم السعودية في الوطن العربي، عليهم الوعي بأن سقوط السعودية يعني ضياع الخليج كله، وهو ما يعني حتمية وصول التقسيم إلى سوريا!.. فالمخطط شامل وواسع وواحد، وهو مخطط لن يتم إلا بتوافق إقليمي - إقليمي - تشكل فيه المنطقة كلها من جديد!

ـ- على الجميع الآن أن يعرف (كتبنا سابقًا بعد وفاة الملك عبد الله بعنوان استحالة انقلاب السعودية على مصر) أن مصر القوية هي صمام الأمان للمنطقة كلها، وهي وحدها السد المنيع ضد أي مؤامرة، وليس كما يصور بعض المهلوسين أن تحالف السعودية مع الإخوان هو الحل لمواجهة الشيعة.. فلا حل عند من هم جزء من المؤامرة، كما أنه لا حل عند من يتآمر على الجيش الذي أوقف - حتى الآن - المؤامرة.. وأخيرًا، فلا حل لمخطط الصراع الطائفي بالاعتماد على جماعة طائفية، فالطائفية هي أصل المؤامرة!
الجريدة الرسمية