رئيس التحرير
عصام كامل

وزراء بدرجة متآمرين!!


لم أشعر بالصدمة عندما قرأت سطور تقرير يناقش أوضاع الجامعة العمالية التي يمتلكها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، تلك الجامعة التي كلفت بالإشراف المالي عليها بعد أن مرت بالعديد من الأزمات المالية، مثلها مثل أي كيان أو مؤسسة يتعثر لأي أسباب، ولم أشعر بالضيق عندما اكتشفت أن اللجنة مشكلة بقرار وزاري مكون من 6 وزراء، بل كان حسن النية بداخلي يصل إلى أقصى درجاته، فربما لديهم خطة طموحة تنتشل الجامعة من أزمتها، لكن دارت بأفكاري التساؤلات، لماذا لم يتم إبلاغ اتحاد العمال لحضور هذه اللجنة وهو المعنى بالأمر، ثم لماذا لم ينشر هذا القرار بالجريدة الرسمية، والأغرب لم الاستعانة بوزير الداخلية ووزير التخطيط في هذه اللجنة، فمن المقبول وجود وزيرة القوى العاملة ووزير الثقافة رغم ما يعانيه الوسط الثقافي، من فشل وفساد، ما علينا ليس هذا وقته أو محله، كما أن الاستعانة بوزيري التعليم والتعليم العالي أيضا مقبولة، لكن لم يتم هذا في الخفاء.


وفي غيبة من اتحاد العمال، لكن لا أخفي عليكم سرا، أني وجدت إجابات هذه الأسئلة داخل سطور التقرير الذي كتب بعد اجتماع ظل قرابة الثلاث ساعات في وزارة التخطيط، وجدت بين السطور منظومة تآمرية مكتملة المعالم، هدفها الوحيد السطو على الجامعة العمالية ووقف قبول الطلبة، ليس هذا فقط، بل تم تحديد الأدوار، وكل وزير يعلم دوره جيدا، وهذا يفسر الاستعانة بوزارة الداخلية، من أجل التلويح بوجود ملفات متناسين أن وجود الملفات يكون بتسليمها للنيابة العامة وليس التلويح، وهو أمر حقا يحتاج إلى تخطيط للإطاحة بمن يقف في مواجهة المخطط.

قرائي الأعزاء، عندما أكملت قراءة المخطط، اقصد التقرير، تبادر إلى ذهني سريعا، قصة الـ "سي دي" الشهير للدكتور أحمد البرعي الذي احتوى على مخططه لوقف اشتراكات اتحاد العمال من أجل تجفيف منابعه المالية ومن ثم هدمه وانهياره، وهو نفس فكرة السطو على الجامعة ووقف قبول طلبة بها، من أجل تجفيف المنبع المالي لأنهم يرون أن الجامعة دجاجة تبيض ذهبا، وللعلم هذه مقولة لأحد الوزراء بالتقرير، وأن يصدر هذا من وزير مسئول عن أكبر نسبة من المصريين فهذه كارثة.

فما السر وراء الانحياز لمصالح ومنافع قلة قليلة على حساب استقرار وطن يمر بأصعب مراحله، كيف لمسئول أن يعطي لنفسه الحق أن يسعى للاستيلاء على أموال ملايين العمال، كيف لمسئول حالي أن يسير وراء تعليمات وتوجيهات مسئول سابق وينتهج نفس نهجه الهدام، كيف سمح المسئولون لأنفسهم أن يتآمروا على كيان هم مسئولون عنه، وما الوصف الحقيقي لهذا التصرف، هل معناه الخيانة أم بيزنس مشبوه؟ الصفحات لا تكفي لسرد ما جاء بالتقرير ومن الصدمات التي يحتوي عليها.
.. وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية