رئيس التحرير
عصام كامل

«أمل المشايخ» تقرأ قصصها باتحاد كتاب الإمارات


شهدت قاعة أحمد راشد ثاني باتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، أمسية قراءات قصصية للكاتبة أمل المشايخ، قدمها الكاتب محسن سليمان عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي عرف  بالمشايخ، وإسهاماتها في مجالات النقد والقصة والكتابة لمسرح الطفل. وحدد سليمان بعض سمات القصة القصيرة جدًا وهي القصر والتكثيف الشديدين. وتعتمد على عناصر كالإيماض والرمز والإدهاش والمرافقة.


قرأت المشايخ مجموعة من قصصها القصيرة جدًا: شكولا، سندريلا، ليلى والذئب، موعد، جوع، بيت، ستاربكس، برغر، شهيد، رضيع، حلم، جراد، رزنامة، اعتذار، ملح وسكر، دعاء، فيس بوك. واختتمتها بقصة قصيرة بعنوان "الرجاء عدم الإزعاج".

واستطاعت المشايخ من خلال قراءتها وتمكنها من أدواتها  أن تحلق بالحضور إلى فضاءات ما قرأته من نصوص قصيرة جدًا من خلال اللغة المركزة والعبارات الرشيقة واللقطات المفاجئة والقراءة المتميزة في مخارج الحروف بدقة ودون أخطاء، تمكنت من خلالها إيصال رسائلها للمتلقي وتحقيق الهدف بأقصر العبارات وأقل الكلمات، الأمر الذي جعل الحضور يصفقون لها مع نهاية قراءة كل قصة.

جاءت القصص متفاوتة في المضامين والأحجام، غلب عليها الرمز واللغة الشعرية، وكانت أغلب الثمات تدور حول الوحدة والموت.

وتميزت النصوص بالبراعة في التعبير عن الفكرة والتكثيف والاختزال، وكانت معظم النصوص التي قرأتها المشايخ نصوص تعبر عما هو ذاتي ووجداني أكثر من تطرقها إلى القضايا العامة.

ولعل ما يمكن تسجيله من ملاحظات على النصوص أن بعضها كانت واضحة أكثر من اللازم مثل نص جراد وهذا يتنافى مع ما ينبغي أن تكون عليه القصة القصيرة جدًا التي تتطلب البعد عن التفسير المباشر وتلتزم بضرورة ترك مساحة للقارئ كي يستدعي الأفكار والتأويل والتفسير.

كما أن القصة الأخيرة "الرجاء عدم الإزعاج" تندرج تحت فن القصة القصيرة جدًا من حيث الحجم والتقنية والفضاءات الضيقة والتركيز في الفكرة.

وقدم عدد من الحضور مداخلات حول النصوص التي قُرِئَتْ، مشيرة إلى أن فن القصة القصيرة جدًا ما زال يثبت أنه فن أدبي قائم بذاته له معاييره وجمالياته وتقنياته، وله كتابه ومبدعوه.. وأن النصوص التي قرأتها المشايخ فيها شيء من الخصوصية الأنثوية، وفي بعضها تناص مثل قصة سندريللا. والكاتبة استطاعت أن تحتفظ بقواعد أخلاقية قديمة خرجت في شكل صور جمالية، اختلطت فيها المفردات القديمة بالجديدة، واتسمت نصوصها بكثرة استخدام المحسنات البديعية، واهتمامها بشعرية الموقف بدل شعرية الصورة، وأنها تعتبر بما قدمته أحد رواد هذا الفن لما تمتلكه من أدوات وقدرات.

وعقبت المشايخ على المداخلات قائلة: ملاحظات مهمة سواء أكانت بالإيجاب أو السلب. فن القصة القصيرة  جدًا ابن شرعي لعصر السرعة، أشبه بالخبر السريع، والرسالة "المسج" القصيرة.. جاءت لتعبر عن العصر الجديد بكل ما يقتضيه من سرعة وتطور.

وحول الشعرية وارتباط القصة بالشعر قالت المشايخ: اللغة بالقصة دائمًا ما تبحث عن شعرية الموقف أكثر من شعرية اللغة. وأن هناك مشتركات بين الفنون الأدبية والفنية، وهذه المشتركات ليست عيبًا في القصة أو الشعر. وأضافت المشايخ: ليس هناك تناص في قصة سندريلا بقدر ما هو وفاق وقراءة جديدة في عصرنا.

واختتمت الأمسية بتقديم مسئول النشاط الثقافي باتحاد أدباء وكتاب الإمارات الكاتبة والشاعرة الهنوف محمد شهادة تقدير للكاتبة أمل المشايخ.
الجريدة الرسمية