رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. حديقة المنتقبات بالهند لـ«النساء فقط»


لا تتكرر تلك الحالات كثيرًا حول العالم، وخصوصًا بعد أن أصبح أكثر انفتاحا في الآونة الأخيرة، ما ساهم في المزيد من الاختلاط بين الجنسين في شتى مناحي الحياة، لكن الهند تبدو كأنها تصر على أن تحافظ على تقاليدها وما ورثته عن القدامى في ذلك الشأن.


"برده باج" هو اسم الحديقة الهندية المخصصة للمنتقبات في منطقة داريا جانج، الواقعة بقلب مدينة نيودلهي الهندية، لتكون هي آخر ما تبقى من الثقافتين المغولية والراجبوتية منذ قديم الأزل.

تتوجه نساء الهند المنتقبات إلى تلك الحديقة التي تشبه قطعة من الجنة طوال العام، وخصوصًا في وقت ارتفاع درجات الحرارة؛ حيث يتمكن من خلع الحجاب والتحرر من نقابهن، والاستمتاع بالهواء البارد الذي تتمتع به تلك الحديقة، بالإضافة لممارسة الرياضة.

"للنساء فقط".. هكذا كُتب على اللوحة الموضوعة أمام الحديقة، التي لا يسمح لدخولها سوى للنساء والأطفال صغار السن، وهو أثر باقٍ إلى الآن من العهد المغولي؛ حيث كان استراحة لنساء الأسرة الملكية المغولية.

تمارس النساء الرياضة أثناء فترة جلوسهن بالحديقة، لتعتبر "اليوجا" أبرز تلك الرياضات؛ حيث يسهل تطبيق أوضاعها الصعبة؛ لأن كل الموجودات هم من النساء.

يعود تاريخ الحديقة إلى الإمبراطورية المغولية؛ حيث تأسست على يد ابنة الإمبراطور المغولي شاه جيهان، في القرن السابع عشر الميلادي، عندما نقل عاصمته من أجرا إلى شاه جيهان أباد، وهي مدينة دلهي القديمة الحالية.

وحسب الروايات التاريخية، فإن جهنارا بيجم، ابنة شاه جيهان، خصصت العديد من الحدائق للنساء، وكانت حديقة «برده» جزءا من حديقة جديدة جميلة صممتها متضمنة سراي وأشجار فاكهة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب أشجار التمر الهندي والياسمين، وغير ذلك من الأشجار الخضراء بكثرة، ويعود تاريخها إلى العصر الذهبي للحديقة.

وعلى الرغم من اختلاف معالم الحديقة حاليًا عما كانت عليه قديمًا، إلا أن النساء والأطفال مازالوا يتوجهون إليها للاستجمام والبقاء بعيدًا عن الأعين المتطفلة والمضايقات، وحسب سوباش أريا، عمدة بلدية جنوب دلهي، فإنها منطقة للاستجمام وقضاء أوقات الفراغ بالنسبة إلى النساء في العاصمة الوطنية.

وتخضع الحديقة لعمليات ترميم مستمرة لحفظها من الاندثار - حسب أريا - الذي أكد أن فكرتها كانت موجودة في المجتمعات الإسلامية التقليدية في أنحاء العالم في العصور الحديثة، وكان التزام النساء بذلك خلال العصور الوسطى جزءا لا يتجزأ من دينهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية