رئيس التحرير
عصام كامل

هل في مصر أحزاب؟! (3)


يا أحزاب مصر.. إذا أردتم الديمقراطية فمارسوها أولًا في أحزابكم.. التغيير السياسي لا يتحقق من فراغ.. التربية على الديمقراطية والحكم الرشيد لا يولد من العدم بل بالتعلم والتجربة داخل الأحزاب.


قبل أن تطالبوا بالديمقراطية والتغيير، هل جربتم أن تغيروا من أنفسكم؟.. هل تخليتم عن الديكتاتورية والاستبداد؟.. هل جربتم تبني أفكار خلاقة وتطبيقها في المجتمع بدءًا بالمحليات الصغرى بالقرى والمراكز صعودًا للمدن والعواصم؟.. هل تنتظرون أن تتربى كوادركم في فراغ الانقسام وأجواء الصراعات والأماني الكاذبة؟.. هل تنتظرون أن تأتيكم الديمقراطية على بساط الريح دون جهد أو عناء أو نضال سياسي سلمي يصعد من القاع إلى القمة على أسنة النجاح والتميز؟

دعونا نعترف بأن واقع "الوفد" لا يتناسب مع عراقته التاريخية التي بلغ بها ذروة العمل السياسي والنجاح والتألق في الزمن الجميل، الذي أفرز عمالقة الفكر والثقافة والعلم وغيرها من مقومات القوى الناعمة لمصر.. البيئة الحاضنة تغيرت.. نعم.. لكن تغير معها دور الحزب، وتراجعت أدواته ومصادر قوته، وأهمها الوجود بين الجماهير..

الأحزاب كلها في حاجة لاستلهام ماضي الوفد ونجاحه المدوي في الحقبة الليبرالية، خصوصًا ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية هي الأخطر في تاريخنا بنصوص الدستور التي ترفع البرلمان فوق ما عداه من سلطات الدولة، وتخول له صلاحيات تفوق أي برلمان مضى.. نتمنى أن تعيد الأحزاب تقييم أدائها بموضوعية.. وهذا لو اتحدت تحت راية حزبين أو ثلاثة تمثل التيارات المتجانسة أو المتشابهة فكريًا حتى تصل للجماهير، وتحقق ما ترجوه من نجاح سياسي يضيف للدولة وللنظام، ولمستقبل أجيالنا الحالية والقادمة.
الجريدة الرسمية