رئيس التحرير
عصام كامل

أفضل باحث عربي: البحث العلمي في مصر لم يأخذ حقه والوزارة المسئولة عنه تدار بشكل سيئ


  •  أتمنى أن أكون نقطة تحول في تاريخ البشرية
  •  حصلت على الدكتوراه الفخرية من الإمارات
  •  مطلوب تعميم البحث العلمي على المناهج الدراسية والجامعية


رغم أن سنوات عمره لم تتجاوز الـ١٧ عاما بعد، إلا أنه حقق نجاحات علمية مذهلة تمثلت في حصوله على 14 جائزة علمية في 3 أعوام، كما أنه نجح في اختراع «السد الذكي» الذي يمكن أن يساهم في حل أزمة الكهرباء نهائيًا حال تنفيذه، ونال مؤخرًا لقب أفضل باحث علمي عربي على مستوى العالم.

إنه ابن الدقهلية الطالب مصطفى الصاوي، الذي فتح قلبه لـ«فيتو»، وسرد أهم المحطات في حياته، وأهم العقبات التي نجح في اجتيازها، وتحدث المخترع الصغير عن واقع البحث العلمي في مصر وغيرها من القضايا.. وإلى نص الحوار:

> في البداية.. مَن مصطفى الصاوي صاحب لقب أفضل باحث علمي عربي على مستوى العالم في 2014 ؟
اسمي بالكامل مصطفى مجدي الصاوي، طالب بالصف الأول الثانوي بإحدى مدارس الدقهلية، وبدأت في خطواتي العلمية منذ ثلاثة أعوام، وكان هدفي أن أكون نقطة تحول في تاريخ البشرية وأثبت للعالم أن العمر هو مجرد رقم لا يوصف حامله، وحلمي بدأ بإرادة وإصرار على ألا أكون شخصا عاديًا مثل أي شخص يولد ثم يعيش الحياة العادية ثم يتوفى دون ذكره بشيء بعد وفاته، أو ترك أي بصمة في التاريخ، وبفضل الله حصلت على 14 جائزة في 3 أعوام.

> ما الاختراع الذي جعلك تصعد في سماء البحث العلمي ؟
المشروع هو (السد العربي الذكي) وهو مشروع لإنتاج أكبر طاقة كهربائية متجددة على مستوى العالم، من دمج ثلاث طاقات متجددة مع بعض التعديلات الهندسية في كل مصدر من الثلاثة، بحيث يكون الإنتاج هو 33.1 جيجا في الساعة الواحدة، وعملية تحلية للمياه بتكلفة 20% فقط من التحلية الدولية، وتم تجريبه أكثر من 27 مرة إلى أن تم الوصول إلى التجربة النهائية التي تظهر فيها جميع النتائج بالإيجاب، ودرجة النجاح الكبرى (تم التجريب في كلية الهندسة جامعة المنصورة).

> هل في مرحلة من المراحل شعرت بالفشل.. وكيف تغلبت عليه؟
بالفعل خلال عامين ونصف العام، مررت ببعض مراحل الفشل لكني كنت مصرًا على النجاح والوصول إلى العالمية، ودائمًا ما كنت أنظر إلى الدكتور أحمد زويل، وإلى الدكتور مصطفى السيد، وإلى أسماء أساتذة كبار وعلماء أفاضل ما زالت أسماؤهم ملء السمع والبصر، رغم رحيلهم منذ عشرات السنين، وتلك الأسماء بإنجازاتها كانت دافعًا لي نحو التميز.

> ومن ساعدك في الحصول على هذا اللقب ؟
عندما أنهيت التجارب العملية لمشروعي داخل المعامل البحثية بجامعة المنصورة، تم ترشيحي من الأستاذ الدكتور سيد عبد الخالق رئيس جامعة المنصورة سابقا ووزير التعليم العالي حاليا؛ لتمثيل جامعة المنصورة ببطولة العالم للمبدعين العرب بلندن (معهد بحوث لندن)، وخلال ستة أشهر قبل النهائيات تم التحكيم المبدئي على جميع مشاريع الجامعات المشاركة، وتم اختيار أفضل 3 مشاريع للتمثيل في النهائيات، وكان مشروعي من بينها، وتم اختياري للسفر إلى إنجلترا (لندن) للتحكيم في المؤتمر، وكان من لجنة التحكيم دكتور حاصل على نوبل في الفيزياء، وبعض العلماء الكبار، والحمد لله تم اختياري كأفضل باحث علمي عربي على مستوى العالم.

وتم تكريمي في احتفالية حضرها وزير التعليم العالي الدكتور سيد عبد الخالق، ووزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، ورئيس جامعة المنصورة الدكتور ماجدة نصر، ورئيس جامعة الدلتا الدكتور محمد ربيع، والمهندس أسامة ربيع، وبعض سفراء الدول العربية وكبار الدول لتتويجي وتتويج مصر بهذا اللقب، وبعدها بثلاثة أشهر تم ترشيحي من وزارة البحث العلمي للسفر إلى دولة الكويت؛ لتمثيلهم في المعرض السابع للاختراعات بالشرق الأوسط، وحصلت على المركز الأول على الشرق الأول تحت رعاية الأمير الصباح الأحمد الجابر أمير الكويت والميدالية الذهبية، وأيضا تم اختياري كأفضل مخترع لعام 2014 من منظمة الويبوا الدولية (مكتب براءات الاختراع الدولي بسويسرا).

> وما سبب عدم مشاركتك في معرض جنيف وهو أهم المعارض الدولية ؟
بعد حصولي على لقب أفضل باحث علمي عربي بـ 4 أشهر، تم اختياري من مكتب براءات الاختراع المصري؛ لتمثيلهم في معرض جنيف الدولي للاختراعات بسويسرا، لكن لسوء الحظ لم أستطع الحصول على تأشيرة سويسرا؛ بسبب بعض الأوراق الروتينية في الحصول على التأشيرة.

> كم محاضرة ألقاها الصاوي ابن الـ17 عاما في البحث العلمي ؟
عشقت مجال التدريب في البحث العلمي «المذهب التجريبي»، وبالفعل ألقيت أكثر من 12 محاضرة في ملتقيات علمية تحت رعاية محافظ الدقهلية وجامعة المنصورة، وتخريج دفع علمية على الطريق الصحيح للبحث العلمي..

> وبماذا تنصح من لديهم اختراعات مثلك ولم يجدوا فرصتهم حتى الآن؟
في البداية أنا لا أحب لقب مخترع (إنفينتور)؛ لأنه يوجد فرق كبير بين الباحث والمبتكر والمخترع، ونحن الآن في زمن لا يوجد به مخترعون، والمتاحون الآن هم مبدعون أو مبتكرون؛ لأن مفهوم الاختراع هو أنه وجد شيئًا أو صنع شيئًا لم يكن موجودا مسبقا، وكل من قال أنا لا أجد فرصة ولا يوجد تمويل ولا توجد مساعدة، فأنا أحب أن أقول له شيئين، أولهما أن التفكير ببلاش فأنت تستطيع أن تفكر وتبدع دون أي أموال، لكن هناك وقتا محددا لطلب الدعم المادي، فلن يأتي رجل أعمال ولا دولة لتمول كلاما فقط في أوراق أو لوحة عرض، لكن يجب أن تثبت ما تقوله بنموذج عملي على أرض الواقع لكي يُمول لك مشروع.

وفي نفس الوقت، يجب على الباحث أن يكون مشروعه في متناول الكل، لا يمكن أن تأتي بمشروع ومطالبك هي 200 جرام من اليورانيوم وربع كيلو ديناميت، فلن يأتي أحد لدعمك، نصيحتي للجميع أن يحاولوا الإبداع فيما هو متناول للجميع ولكل الدول النامية والمتقدمة، فهذا هو الإبداع الحقيقي.

> ما الذي وصلت له حتى الآن ولم تكن تتخيل في يوم أن تحققه؟
الذي توصلت له الآن أنني أقف أمام علماء في جميع التخصصات وفي جميع الجامعات والمؤسسات العلمية، وأحاضر في مجال البحث العلمي "المذهب التجريبي"، الذي حصلت فيه على درجة الدكتوراه الفخرية، وهذا المجال الذي أحبه وأبدع فيه، ودائمًا أطور نفسي فيه وأبحث عن كل ما هو جديد في هذا المجال.

> كيف ترى حال البحث العلمي في مصر حاليا وحال وزارتي التربية والتعليم والبحث العلمي ؟  وما أسباب تأخره ؟
البحث العلمي في مصر لم يأخذ حقه الكافي؛ بسبب سوء إدارة الوزارة المسئولة عنه، وأيضا عدم تعميمه على المناهج الدراسية والجامعية، وأيضا ظهور الكثيرين ممن يدعون أنهم لجان بحث علمي تبع وزارات مصرية أو نقابات للبحث العلمي والمخترعين، وهذا يسبب ضررا للبحث العلمي بمصر.

> هل ترى أن براءات الاختراع في مصر متراجعة.. وعدم سبب تسجيل الباحثين بها هو عدم الثقة؟
من أسوأ قوانين الاختراع القانون المصري؛ لأنه يساعد على سرقة المشروع؛ حيث لا يبدأون النظر في المشروع إلا بعد 13 شهرا من التسجيل، وهذه مدة كافية لسرقة المشروع من أي دولة أو شركة، وأيضا من مشاكل براءات الاختراع ضخامة تكلفة تسجيل الاختراع.
الجريدة الرسمية