رئيس التحرير
عصام كامل

"تقبل تاكل صراصير بالشيكولاتة؟!"


مشكلة يواجهها أغلب الناس، بتحسها لما تمشي في الشارع ويكون شكلها مختلف سواء تخين أو قصير أو طويل أو حتى رفيع لازم تلاقي الناس بتنتقدك، ومش بس كدة لا ده ساعات كتير بحس بعض الناس لما بيفتحوا بؤقهم أنهم فتحوا بلاعة في وشنا، كلامهم بيبقى زي الفل!.. تحس أنها عربية زلط وجاية تفضي الزلط إللي فيها عليك ويقعد يهينك زي محيي بتاع فيلم "اللمبي 8 جيجا"، ودول قابلت منهم كتير.. نظام أيه يا بولا حاجات كتير طالعة قدامك مش ناوي تخس؟


ساعتها بفتكر عادل إمام في أمير الظلام لما قعد يشوط في الناس إللي كانوا قاعدين بيتكلموا معاه بس بأسلوب مختلف، ما لازم الواحد يحط التاتش بتاعه بيبقى نفسي أقول لهم "اضحكوا علينا اتريقوا علينا لكن عمركم ما هتحسوا بشعورنا وأنتوا بتجرحوا فينا"، أوفر أوي أنا بس دي بجد عمرهم ما بيحسوا كلامهم، فيها أيه لو كل واحد قبل ما يتكلم يدوق كلامه يشوف هيقبله على نفسه ولا لأ؟

ماتطلعش كلام مش هتقبله على نفسك تجرح بيه الناس.. الكلام زي الطبيخ، بذمتك عمرك هتاكل أكلة عبارة عن صراصير بس في الشيكولاتة؟.. لا طبعًا حتى لو هيدوك مليون جنيه هو كدة الكلام.. فيه كلام زي ما تقرف أنك تسمعه.. يا ريت ماتسمعهوش للناس أو بمعنى أصح زي ما أنت مش حابب تاكل الصراصير بالشيكولاتة مش تيجي تأكلها لي وصدقني الناس فيها إللي مكفيها ومش ناقصة أنك تيجي تزود همها بكلامك ده.

أنت عارف كام واحد بسبب كلامك إللي بيبقى زي الطوب بيكره حياته وعيشته كلها وبيبقى مش راضي عن حاله؟.. صدقني أنك تحط لسانك جوا بقك أحسن بكتير أنك تتكلم وتخلي الناس تكره عيشتها.

في قديس اسمه (أرسانيوس) ده كان معلم لأولاد الملوك، كان قال "كثيرًا ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فلم أندم قط"، يعني صدقني لما ماتتكلمش كلام يجرح الناس الناس هيحبوك أحسن ما تتكلم والناس تكرهك.. من الآخر فكر قبل ما تتكلم هل ترضى أنك تأكل غيرك الصراصير وأنت ماترضهاش لنفسك؟، ولا تطلع كلام مشجع لغيرك وأكيد هتكون محتاج لكلام زيه في يوم، ومش بعيد يكون هو نفس الشخص إللي يوجهلك الكلام الحلو، أصل الحاجات الحلوة زي الدايرة ممكن النقط تبقى كتير عليها (الأشخاص) والخير بيلف نحو الدايرة زي العقرب في الساعة ومسيره يلف ويرجع لك بعد دورة كاملة.
الجريدة الرسمية