رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فلتسقط عروبتهم وليسقط إسلامهم


هم ما زالوا يحلفون! تلك طبيعتهم الكذب دون مواربة والخداع أمام الجميع وقلب الحقائق وارتفاع الصوت كدليل على الحق، المهم هو هل نصدقهم؟ وهل نُخدع في العَرق الذي يتصبب على جبينهم وهم يرفعون إصبع السبابة ليؤكدوا أنهم على حق؟


أعود بك إلى أعوام قليلة تحديدًا بعد ثورات الربيع العربي حينما أحاطت هالة إعلامية برجب طيب أردوغان الرئيس المسلم الذي ترتدي زوجته الحجاب وهو يضع بلاده في صفوف الدول العظمى، أسترجع تلك اللحظة التي تم تصوير أردوغان بها على أنه المهدي المنتظر الذي لا يفتأ أن يقدم روحه فداء للدين الإسلامي مدافعا عنه حاميه في كل مكان.

وإذا كنت عدت بالفعل فأستسمحك قليلا بالعودة إلى قبل ذلك حينما نشبت الحرب بين حزب الله وإسرائيل وظهر حزب الله أنه المقاومة الوحيدة للكيان الصهيوني في العالم وصرح حسن نصر الله بأنه حامي تلك الديار.

تذكر هذا جيدا واقرأ الخبر التالي الذي بثته وكالات الأنباء العالمية من أن هناك اتفاقا تركيا أمريكيا لتدريب جنود من أجل محاربة تنظيم داعش الذي يتمدد في سوريا نعم حدث هذا دون أي مواربة أو خجل ! وقبل التعليق تذكر أن تركيا رفضت التحالف مع الدول الغربية لمقاومة داعش حينما كان الأمر متعلقا بالعراق أما إذا تعلق بسوريا الذي يكره أردوغان وجود بشار فيها ويبذل كل غال ونفيس من أجل إسقاطه لا من أجل نجدة سكان سوريا وإلا لماذا تخلى عن العراق ناهيك عن أن الصراع بين الدولتين معروف.

وعلى الجانب الآخر يساند حزب الله بشار الأسد بكل ما أوتي من قوة معلنًا أنه لن يتخلى عنه متحالفًا بذلك مع إيران التي تخوض مخطط تقسيم للوطن العربي تبذل فيه هي الأخرى كل غال ونفيس ناهيك بعلاقتها مع أمريكا وحل مشكلة السلاح النووي.

إذن ما كانوا يتسترون خلف الدين أحدهما تحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية لدك حصون بشار والآخر تحالف مع إيران لدك حصون أعداء الأسد وكلاهما من منطلقه السياسي والدليل على ذلك وماذا بعد بشار ليبيا جديدة أم لبنان الثمانينات في حرب بين الفصائل استمرت 15 عاما حتى هدأ لها جفن وفي الحالتين لن تجد الإسلام حاضرًا.

سقطت نظرية الإسلام وتبقى النظرية الأخرى وهي العروبة وتمامًا كما حدث للنظرية الأولى في سوريا يحدث نفس الأمر مع العروبة فدول الخليج مشغولة باليمن ومصر هي الأخرى في نفس الاتجاه، ليس ثمة دولة واحدة تؤيد "بشار" أو تعمل على مشكلة سورية ومنع انفراط عقدها ربما تونس هي الوحيدة التي فعلت ذلك من خلال قائدها الجديد السبسي الذي اعترف بسوريا وبشار لا أحد آخر الكل أعطى ظهره لسوريا بحجة أن الأسد سفاح وإن كان الأمر كذلك فما الحل لحمايتها بعد أن وصل تنظيم داعش إلى نصف أراضيها وأصبح قاب قوسين أو أدنى من مدينة تدمر درة الله في الشام؟ 

سقوط النظريات لا يعني الخطأ فيهم قدر مدى كذب مدعيها الذين تركوها في أول الطريق ودون أدنى خجل من خلال اتفاقيات سرية وغض البصر وترك المصير للمجهول سوريا جسدت هذا الصراع في مشهد يبدو دراماتيكيا ربما يجعلنا لن نصدق بعد ذلك عرق الذين يحلفون أو عروبة المدعين !
Advertisements
الجريدة الرسمية