رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان وعشم إبليس!


كلما اقتربنا من تاريخ ٣٠ يونيو، يكثر الكلام مجددًا حول مصير الإخوان، ابتداءً من الكلام الممل المتكرر والسخيف حول المصالحة معهم، وانتهاء بتوقعات وتنبؤات حول احتمالية تنفيذ حكم الإعدام بحق عدد من قادتهم.


يحدث ذلك رغم أن جماعة الإخوان تواجه حالة من الكراهية الشعبية لم تواجهها في حياتها من قبل، منذ أن تأسست عام ١٩٢٨، حتى بعد الحل الأول لها في ظل حكومة النقراشي، وأيضا الحل الثاني لها في ظل بداية حكم عبد الناصر.

ويحدث ذلك أيضًا رغم أن الحكم بإعدام مرسي والشاطر وعدد آخر من قادة الإخوان لم يصدر بعد، فكل ما تم هو قرار للمحكمة بإحالة أوراقهم في قضيتي التخابر واقتحام السجون، إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي كما يلزمها القانون.. وحتى إذا أصدرت المحكمة بعد أيام، أحكاما بإعدام قادة الإخوان ومعهم مرسي، فإن تلك الأحكام ليست نهائية أو باتة، وإنما هي قابلة للطعن من النيابة قبل المتهمين ودفاعهم مرتين وليس مرة واحدة، وهذا يحتاج لمشوار طويل قد يستغرق سنوات.

ولكن كل ذلك لم يمنع تكرار ذلك الكلام حول مصير الإخوان، وثمة أسباب عديدة لذلك، يأتي في مقدمتها رغبة الجماعة وقادتها في إيجاد حل لأزمتهم ومحنتهم الحالية، وأيضا رغبة دوائر أجنبية «أمريكية وأوربية» لإنقاذ الإخوان وجماعتهم من التصفية أو الوفاة الكاملة، بل إعادة دمجهم في الحياة السياسية مجددًا في مصر؛ لأن هذه الدوائر مازالت تراهن على دور لهم في إخضاع بلادنا لهيمنتها.. ولكن نقول للجميع: هذا عشم إبليس في الجنة!
الجريدة الرسمية