رئيس التحرير
عصام كامل

ارحمونا يرحمكم الله! (2)


هل ترويج الشائعات التي تستهدف إثارة فتنة بيننا وبين الأشقاء العرب الذين ساندونا ومازالوا، هو مجرد عبث سياسي طفولي أو ألعاب مراهقة سياسية؟.. أم أن الأمر كله مدبر ومخطط وممنهج ويتم بتوجيه؟!


أغلب الظن - وليس كل الظن إثمًا - أنه أكبر من العبث ويتجاوز المراهقة السياسية، وأنه مدبر ومخطط وممنهج، وأن هناك من يوجه من وراء ستار، في إطار خطة أكبر وأوسع ولها أهدافها المحددة.

فالمؤامرة على مصر «الدولة» لم تنته ولم تتوقف، ومازالت مستمرة حتى لو كانت بعض العواصم الغربية «أمريكية وأوربية»، قد اضطرت لأن تعترف بالأمر الواقع في مصر، وتقبل بالتعامل مع الحكم المصري الجديد الذي أفرزته ٣٠ يونيو.. فإن مصر - كما وصفها أحد مفكري المحافظين الجدد في أمريكا، التي بدأت المؤامرة على منطقتنا في عهد حكمهم - هي الجائزة الكبرى.. أي إسقاطها وتقويض كيان دولتها الوطنية، بل تقسيمها إن أمكن أو سلخ مساحات من الأرض منها وتحجيم جيشها، هو بمثابة هذه الجائرة للأمريكان «لا فرق بين جمهوريين وديمقراطيين».

ولعل إثارة فتنة في علاقات مصر العربية، هو السبيل لتحقيق هذا الهدف الخبيث.. إنهم يريدون حرمان مصر من مساندة أشقائها العرب ودعمهم؛ ليزيدوا من مصاعبها، خاصة بعد أن أقلقهم التوجه المصري الجديد في السياسة الخارجية الذي يعتبر الأمن القومي المصري جزءا من الأمن القومي العربي.. وهؤلاء يستثمرون غفلة وسذاجة وعبث البعض منا، ومراهقتهم السياسية، في بث هذه الفتن التي يتعين أن نقضي عليها في مهدها.
الجريدة الرسمية