رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تري ماذا سيفعل كاميرون ؟!



غالبية البريطانيين يرون في نتائج الانتخابات الأخيرة أزمة، بينما يتوقع أغلب الأوروبيين من فوز المحافظين البريطانيين بزعامة ديفيد كاميرون.. كوارث. ويبدو أن كاميرون نفسه لم يتوقع النتائج، صحيح هو تمنى الفوز، لكن الديمقراطية لها أنياب.


مؤكد خطط المحافظون للفوز على حزبى العمال والليبراليين، لكن مؤكد أيضا أنهم لا قصدوا فوز القوميين الإسكتلنديين، ولا خططوا لاكتساح أغلبية مقاعد البرلمان. اكتساح حزب كاميرون، يعنى أن على المحافظين استمرارهم بجدية في العمل على ما نادوا به من إعادة النظر في علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوربي.

فوز القوميين الإسكتلنديين، بـ 56 مقعدا من 59 مقعدا مخصصا لإسكتلندا في البرلمان، يعنى أن على المحافظين أيضا مواجهة رغبات انفصالية إسكتلندية، تشير نتائج الانتخابات إلى رغبة حقيقية في الانفصال عن بريطانيا تسرى بقوة في الشارع الإسكتلندى.

بريطانيا، وسط الرغبات الانفصالية الإسكتلندية، ستواجه حتما، اضطرابات واجهتها السويد قبل انفصال النرويج عنها، بينما يتوقع مراقبون أن كاميرون سيبدأ رسميا في مطالبة الاتحاد الأوربي، باستثناء بريطانيا من حرية تنقل مواطنى الاتحاد الأوربي من معاهدة «تشنجن».

سبق أن ناقش ديفيد كاميرون، طلب استثناء بريطانيا من شرط دخول مواطنى أوربا إلى بريطانيا بلا فيزا أو تصاريح. السنوات الخمس الأخيرة، حسبما تقول بريطانيا، استطاع مهاجرون بأعداد كبيرة، الاستقرار في الشرق الإنجليزى، بلا شغلة ولا مشغلة. هؤلاء أضروا بالاقتصاد، وساهموا في اضطرابات، وشكلوا مناطق «عشوائية».. لم تعهدها المملكة المتحدة من قبل.

لم يستطع كاميرون الإصرار على مطالباته تلك، في وجود حزب العمال برئاسة إد مليباند بقوة على الساحة البرلمانية. النهاردة. مليباند استقال، بعد خسارة حزبه خسارة فادحة. كاميرون حاز الأغلبية، ما يعنى أن مشروع كاميرون بـتضييق الخناق على المهاجرين حاز الأغلبية أيضا.

فوز كاميرون إذا كارثة على الاتحاد الأوربي الذي كان في الماضى، يستهزئ برغبات كاميرون.. اليوم، سيصر كاميرون على شروطه، فإما تضييق دخول المهاجرين من أوربا لبريطانيا، إلا ملعونة الوحدة الأوربية. على أوربا البحث عن طريقة لمواجهة تلك المطالب بعدما أصبح «كاميرون» أغلبية.

على الجانب الآخر، فإن على كاميرون البحث هو الآخر عن طريقة لمواجهة ضغوط الانفصاليين الإسكتلنديين، بعدما سيطروا على حصة كاملة في البرلمان. فشل كاميرون، يعنى اقتطاع إسكتلندا، من بريطانيا.. كما فعلت من قبل أيرلندا..المعنى، أن نتائج الانتخابات الإنجليزية الأخيرة انفصالية بامتياز..الديمقراطية لها أنياب، المهزومون استقالوا من أحزابهم، لا أحد قال إن الإعلام لعب دورا في توجيه الرأى العام، ولا أحد شكك في نزاهة الانتخابات.

بعد المعارك السياسية، في العالم، يدخل الساسة مرحلة «العمل»، بينما في الشرق الأوسط، يخرج الساسة من العملية السياسية، بعد الانتخابات..طاعنين في النتائج..استغرابا من النتائج!
في أوربا، الانتخابات لعبة، بينما السياسة حرفة، في الشرق الأوسط، الانتخابات حرفة، بينما السياسة لعبة.. الفارق كبير.
فماذا سيفعل رئيس الوزراء الإنجليزي ديفيد كاميرون ؟!
Twitter:@wtoughan
Wtoughan@hotmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية