رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا لو تنحى الرئيس السيسي؟ (1)


يروى أن سيدنا موسى سأل ربه عز وجل عن سبب التصريح بمعصية آدم؛ فقال له ربنا عز وجل: اعلم يا موسى أن معاتبة الحبيب لحبيبه شديدة! ولله المثل الأعلى.


إن أخطر جملة قالها السيسي منذ أن تولى الحكم، عندما كان مجتمعًا بالأحزاب والقوى المدنية والعسكرية في فبراير الماضي في قاعة مسرح الجلاء التابعة للقوات المسلحة، وذلك ضمن حضوره إحدى الندوات التثقيفية التي تنظمها القوات المسلحة؛ حيث قال للسيد حمدين صباحي: (أنت ربنا بيحبك) في إشارة من السيسي إلى صباحي بصعوبة المهمة وأعبائها الثقيلة. ثم مرت الجملة على الكثيرين بمثابة الدعابة، وضحك الجميع وقتها، إلا أنني بحكم التخصص في صناعة وتحليل الخطاب بكيت داخليًّا، وحزنت خارجيًّا، ومن حينها بدأت أضع يدي على قلبي، وكلما قرأت حزنًا على وجه الرئيس بعد كل حادث إرهابي كان ينتابني القلق؛ لأن المعاني المستترة وراءها مفزعة.

وفي كثير من لقاءاته أشار الرئيس السيسي صراحة وبوضوح إلى أنه لن ينتظر وقتًا يخرج فيه المصريون عليه، ولأن كلام الرؤساء بمثابة قرارات جمهورية، ولأنه كرر معنى الجملة كثيرًا؛ فهذا معناه أنه لن ينتظر بحال من الأحوال لحظة يخرج فيها الشعب مطالبًا برحيله؛ ولذا فقد سعت الجماعة الإرهابية وطيور الظلام جاهدة مع أسيادها لتأجيج مشاعر المصريين، وتحريك عقلهم الجمعي تجاه رفض الأوضاع المعيشية، خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف وارتفاعات درجات الحرارة، ولا تستهينوا بأمر الصيف؛ لأنه معروف علميًّا تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على أعصاب الإنسان وعضلاته، وهنا يمكن أن تكتمل خيوط مؤامرتهم.

ومن ثم فأمر طبيعي أن نشهد هذه الأوقات هجومًا إعلاميًّا وحزبيًّا ومن بعض رجال الأعمال، وأخيرًا وليس آخرًا من البرادعي، وصباحي، ووائل غنيم الذي ظهر من جديد مطالبًا بثورة ثالثة، ومعالم إرهاصات هذا المخطط تتبلور الآن لتأخذ شكلًا أكثر جدية، فها هي صفحات الإخوان بمجهود لا يكل ولا يمل تحشد بفيديوهات ومقاطع مجتزأة لكل من ساند ثورة يونيو بقوة ولهم تأثير جماهيري؛ حتى يخرجوهم من حسابات المواطن المصري، وللعلم بدأت صفحاتهم تروج لحوادث الاختطاف، والتثبيت على الطريق، وداه طبعًا للمسافرين والمصطافين؛ حتى يتم تخويفهم وإفساد أوقات سعادتهم، ناهيكم عن الحركات الممسوخة التي أرادت أن تحل محل حركات تم دفنها بعد اكتشاف مؤامراتهم بعد ثورة يونيو، وأصبح الهجوم على السيسي على أوجه.

هل الرئيس السيسي خدعنا؟ لقد واجهنا بالحقيقة المُرة منذ توليه، وقبل أن يتولى! فكم مرة قال لنا إن الوضع صعب جدًا ولكن لا يجب ألا نفقد الأمل، وأن الله ناصرنا إن شاء؟!

كم مرة قال لنا الرئيس: نحتاج إلى الصبر؟! كم مرة قال لنا الرئيس: إن المهمة الرئيسية لي هي أن تقف مصر على قدميها مرة أخرى؟!

هل تظنون أن الرئيس السيسي فرح بهذا المنصب؟! والله لا وألف لا، لقد كان هادئ البال، يستيقظ مبكرًا ليقضي أجمل أوقات حياته وسط جنوده، كان يعايشهم في مختلف أوقاتهم، وقت الجد ووقت التعب والمشقة ووقت الاسترخاء كان يتمرن ويتريض معهم، يفطر معهم، ويتلذذ بعبادته.

والله وأقسم مرة ثالثة إن السيسي يظهر علينا بابتساماته من أجل ألا يقلقنا؛ لأن مثل هذه الابتسامات لها علامات وإمارات، وحاله كله غم وهم على مصر وكيف ينجو بها من براثن ومكائد شياطين الإنس الذين هم أشد خطرًا على الأمة من شياطين الجن!

السيسي الذي كان ينعم بالجلوس مع أمه وزوجه وأسرته أوقاتًا محدودة أصبح الآن لا يراهم إلا لحظات معدودة، ولم يخرج أحد أفراد أسرته ليزايد بهذا الأمر.

قرائي الكرام...حتى الآن لم أجب عن السؤال: ماذا لو تنحى الرئيس السيسي؟ وهذا مقالي القادم إن لم يجد جديد، وطلبي منكم أن نتواصل عبر الموقع او الايميل ؛ لتجيبوا معي عن هذا السؤال، وسيكون لي الشرف أن أنشر إجاباتكم.
dr.essamalsharif@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية