رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فرسان الليل في شوارع القاهرة


نصف مليون عامل يرتدون الملابس الداكنة ويتحركون فى ظلمة الليل لكنس وغسل شوارع القاهرة.

وكما نشرت مجلة مسامرات الجيب فى صيف 1950 يبدأ عمل هؤلاء فى الثامنة مساء ويستمر عملهم حتى أذان الفجر، ويشرف على هؤلاء العمال مصلحة التنظيم لخدمة القاهرة، ورغم صعوبة العمل ومشاقه لايزيد أجر الواحد منهم عن عشرين قرشا، ويبدأ التعيين بعشرة قروش فقط للفارس الواحد.


حاول هؤلاء الفرسان الخمسمائة إقامة نقابة لهم تدافع عن حقوقهم، لكن مصلحة التنظيم كانت لهم بالمرصاد.

يبدأ عملهم بأن يذهب كل فارس قبل بداية عمله إلى المحطة المقيد بها ليثبت حضوره ويتسلم سلاحه "المقشة".

وأهم محطات عملهم هى محطة باب الخلق، وهى أول محطة رئيسية فى القاهرة، وتقوم بتوزيع العمال على أحياء العاصمة، بتقسيمهم الى فرق، ويتكون الفريق الواحد من 22 فارسا يقومون بغسل الحى بعد كنسه وتنظيفه بصحبة وابور لرش المياه وعربة تسمى عربة "الفرشة" وهى التى ترفع الأحمال المتراكمة.

والمحطة الثانية هى محطة الضاهر ويجتمع فيها كل ليلة ثمانون عاملا، وهناك محطات فرعية فى مصر القديمة وقصر النيل وسوق السمك ومحطة مصر الجديدة.

يقود كل فريق واحد منهم وهو أقدمهم يسمى "الشاويش" ويوجه العمال فى الحى الواحد، ويبلغ أجره ثلاثون قرشا وله لغة خاصة لايفهمها إلا أتباعه، فمثلا "كنسة عالية" معناها الشارع نظيف وراقى، و"دقة حوارى" معناها حى حقير وقذر ويحتاج إلى تعب كثير.
Advertisements
الجريدة الرسمية