رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ساعة تروح.. وساعة تيجي



هل الشعب المصري عنده "شعرة" ساعة تروح وساعة تيجي؟!
التساؤل ليس من باب السخرية أو افتراض شيء مستحيل ليس له وجود، ولكنه تساؤل جاد وحقيقي وأصبح ملحًا في ظل تحول المزاج العام عند المصريين بهذه السرعة المتلاحقة.


فعندما قامت ثورة 25 يناير لتطيح بالفساد والظلم والقهر والكبت انحاز المزاج العام لها باعتبارها "ثورة شعب" تعبر عن آمال وطموحات معظم المواطنين.. ومع مرور وقت قصير بدأت حملات مدروسة ومنظمة أعدها أفراد وأجهزة لتشويه الثورة وتمهيد الطريق لعودة الدولة الظالمة فتحول الرأي العام سريعًا وأصبح يردد عجائب المبررات على طريقة أن "حماس" هي التي قامت بالثورة لهدم مصر وغيرها من الأقاويل "العبيطة" التي وجدت من يصدقها ويعتنقها لمجرد أن مذيعي الفضائيات إياهم رددوا هذا الكلام مرات ومرات فأصبح حقيقة!

ومع ظهور مجموعات الألتراس رحب بها قطاع واسع من الناس باعتبارهم شبابًا مليئًا بالحماس والأمل حتى إن أكبر مسئولين بالدولة طالبوا صراحة بالاستفادة من طاقة وتنظيم هؤلاء الشباب.. لكن كالعادة بدأ أصحاب المصالح لعبتهم وقرروا القضاء على الألتراس انتقامًا منه لدوره في ثورة 25 يناير وأشياء أخرى عديدة يخشاها هؤلاء وأبسطها أن مجرد وجود كيان يضم آلاف الشباب الذين يحلمون بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية يمثل أكبر تهديد على مخططاتهم لعودة الدولة العميقة.. وكان من الطبيعي أن يتم وصف شباب الألتراس بأنهم "خونة وملحدون" ومن يهود بني قينقاع..وتحول الناس عن الألتراس وصدقوا كل ما يقال بسهولة ودون مجهود.. فقط بعض الإعلاميين يرددون أسطوانات سابقة التجهيز، وخلال أيام يبدأ المشاهدون في ترديده ثم الاقتناع به، بل الدفاع عنه!

أليست ظاهرة محيرة.. تستحق من علماء النفس والاجتماع دراستها وتحليلها؟!
ولا أعتقد أن هناك شعبًا مثلنا ينام على قناعات معينة ويصحو على عكسها تمامًا دون أن يفكر بهدوء فيما يساق له من مبررات تصل في معظم الأحيان إلى "خزعبلات وخيالات مضحكة".

هل أصبحنا جميعًا "إسماعيل ياسين" في مستشفى المجانين يتلاعب بنا وبمصائرنا حفنة من كارهي الثورة والتغيير.. ويستميتون من أجل أن نبقى يائسين ومحبطين !!!
Advertisements
الجريدة الرسمية