رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السيسي التركي!


يجب أن نتوقف عند تصريح سامح شكري، وزير الخارجية، أمس، الذي وصف فيه أردوغان بـ "المعقد نفسيا"!، واستكمل قائلا: إن رد وزير الخارجية المصري - هو يعني - على تجاوزات أردوغان يكفي جدا؛ أي أنه لا يستحق ردا من السيسي نفسه!!


ورغم ذكاء شكري في حواره مع برنامج "بصراحة" على فضائية "سكاي نيوز" الإخبارية، لكننا نتوقف عند بعض التصريحات الأخرى لشكري منها قوله إن "تركيا وقطر ينهجان خطا مشتركا من أغلب القضايا الإقليمية ومن مصر إلا أن مصر تتجاهل الرد عليهما"!

النقطة السابقة هل محل الخلاف الأساسي بيننا وبين الإدارة المصرية الحالية التي تتكرم على فترات طويلة لتشفي غليل المصريين بتصريحات قوية، لكنها ليست على المستوى المأمول ولا تساوي وقاحة أردوغان وتدخله شبه اليومي في الشأن المصري، وخصوصا أن الفرصة سانحة جدا للتصعيد المصري الذي نأمل أن يصل إلى حد بث فضائية بالتركية تخاطب الأتراك، وقد مدحهم سامح شكري واصفا إياهم بالشعب الطيب الذي لا ذنب له في تصرفات أردوغان!

ينبغي على مصر أن تستقبل قيادات حزب العمال التركي طالما تصر على عدم الاعتراف صراحة بمذابح الأرمن.. وخصوصا أن الأجواء تحت السطح مشتعلة في تركيا، وكتبنا قل يومين عن الهجوم الكبير الذي شنه عسكريون أتراك سابقون على الجنرال "نجدت أوزال"؛ لتمارضه هربا من توجيهات أردوغان بعزل آلاف العسكريين من الجيش، الذي صادف أحكام البراءة لكل المتهمين في قضايا سابقة بمحاولة الانقلاب على أردوغان!

"أوزال" غير الشجاع ربما يكون نفسه خارج اللعبة إن فعلها جنرال آخر شجاع يتدخل لينقذ تركيا من الخراب المحتمل، خصوصا أن أعضاء حركة "جولن" باتوا منتشرين في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وخدماتها الجماهيرية للأتراك لا تتوقف، وربما تكون قادرة على مواجهة أعضاء حزب أردوغان لتصنع التعادل على الأرض.. ولا يتبقى إلا ظهور الجنرال القوي، وعلى الصيغة المصرية ليعود الجيش الفاعل الأول على الساحة التركية، وهذا لا يتم إلا بمنح الأحداث في تركيا مزيدا من السخونة والسخونة ترفع درجة حرارة الأحداث لتصل بها إلى درجة الأزمة، ومنها إلى تعقيد الأزمة ثم إلى الانفجار!

إطاحة أردوغان سترفع أهم غطاء عن دعم داعش.. بما يرفع الضغط عن سوريا والعراق، وبالتالي عن سيناء.. فلا تستهينوا بفضائية للمعارضة على أرض مصر، ولا تستهينوا بأهمية وضرورة المزيد من التصعيد ضد أردوغان!
Advertisements
الجريدة الرسمية