رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"ذبح" خالد منتصر!


عندما أمر رب العزة آدم عليه السلام، ألا يأكل من الشجرة في القصة الشهيرة للخروج من الجنة، لم يكن الأمر الإلهي مسببا ولا معللا، وإنما جاء لوضع قيمة التخيير في آدم وذريته ليكون المخلوق المستخلف على الأرض مكلفا منذ تلك اللحظة.. حرا في الاختيار.. وهذه هي الطريقة الوحيدة للفرز بين الطائعين والعصاة.. بين المؤمنين وغيرهم.. بين المسلمين بأوامر الله سبحانه ونواهيه حتى لو كانت بغير علل أو أسباب!


بنفس الفلسفة - تقريبا - حاول الدكتور خالد منتصر أن يقول إن علينا أن نعبد الله ونلتزم بعباداته وأوامره وتكليفاته بغير اللجوء إلى ومن دون البحث عن فوائد من أي نوع للعبادات يتحدث عنها العلماء، لسبب بسيط جدا وهو أن كلام العلماء قد يتعارض وقد يتغير وقد يتبدل، ولا تحتاج العبادات إلى مثل هذه الهزات لأنها ثابتة والعلم متغير!

ومن خلال محاضرة مدتها ساعتين، يتم اجتزاء دقائق معدودة لاستخدامها في الانحراف بكلام الرجل، ووضعها في سياق مختلف تماما عن المراد من كلامه ومن المحاضرة كلها!

وأحسن الدكتور منتصر، أن سارع ببيان على موقعه الشخصي وصفحته على "فيس بوك"، شرح فيها ملابسات ما جرى وأوضح وجهة نظره كاملة، وهو تصرف كفيل بأن تتوقف الحملة ضده فورا، وأن يعيد مهاجموه النظر في كل اتهاماتهم.. إلا أنه للأسف، قليلة هي وسائل الإعلام التي أعادت نشر بيان منتصر؛ التزاما بالموضوعية في متابعة وشرح كل وجهات النظر!

الآن نذهب إلى الأهم ونقول: من جديد تستطيع لجان الإخوان الإلكترونية توجيه الرأي العام، وخصوصا للثأر من خصومها وكل من واجهها يوما ما، ومحاولة ذبحهم معنويا واغتيالهم أدبيا.. وكان منهم - بل في مقدمتهم - الدكتور خالد منتصر، الذي ربما كان وحيدا في الصحافة المصرية الذي يقاتل قوى الجهل والخرافة والظلام لسنوات طويلة في حين كان غيره يبحث عن ترتيب علاقاته أو إقامة "جسور" التفاهم وتصفية الخلافات التاريخية معها!

ويلفت النظر، أن شبكة "يقين" المتهمة بالانتماء للإخوان، هي من سجلت الندوة والمحاضرة، وبالتالي هي من قامت بتقطيعها إلى مقاطع ووضع عناوينها الأولية، التي منها نقلت المواقع الأخرى.. وبافتراض الأسوأ، أن زلات لسان الدكتور منتصر كانت سببا في تصريحاته المثيرة، إلا أنه عاد وأصدر بيانا يشرح ويوضح ويعتذر لمن أساء الفهم والتفسير.. أليس ذلك كافيا لوقف الحملة ضده؟.. كم من الاتهامات طالت الكثيرين ولم يصدر عنهم شيء حتى دون اكتراث بآراء الناس ولا احترامهم؟.. فما بالكم والرجل يقول إن كلامه مجتزأ ولم يكن هذا قصده ولا مقصده ولا مراده؟

من كان عنده موقف سابق من الدكتور منتصر فله ذلك.. إنما نتكلم عن واقعة محددة نفاها صاحبها شكلا ومضمونا.. تفصيلا وإجمالا!
Advertisements
الجريدة الرسمية