رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

البدوي يخذل السيسي!


لا يليق أن يقتطع رئيس البلاد من وقته ما يراه كفيلا لرأب الصدع وترميم التصدع الذي جرى في أعرق أحزاب مصر، ثم يذهب رئيس الحزب العريق ليضرب بما تم الاتفاق عليه عرض كل الحوائط والجدران!


السيسي يدرك أن الوفد حزب مهم وفاعل في الحياة السياسية في مصر، حتى وهو يشتعل بالمعارك والمشاكل وهو الحزب - حتى لو اختلفت معه أو كنت خصما له - الذي أدى العدوان عليه من همج نظام الإخوان إلى جذع قلوب المصريين عليه حزنا وغضبا.. والسيسي يدرك أن التدخل بالوساطة من رئيس الجمهورية ليس عيبا بعد أن عشنا في ظل أنظمة كان يحدث منها العكس تماما، وأن الفتنة داخل الأحزاب كانت سياسة ثابتة لها، وبعض منها تم بأوامر رئاسية!

وحزب الوفد العريق الذي فاجأت قياداته - للأسف - كل المصريين بالانقسام الذي جرى، الذي أوشك على أن يتحول إلى صراع مرير هدأت فيه الأمور قليلا بعد تدخل الرئيس على أمل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بإشراف رئاسي، وكان على رأسه تعيين 10 أعضاء من جبهة الإصلاح - بدراوي والذين معه - في الهيئة العليا للحزب كمدخل للملمة باقي المشاكل وكل مسببات الأزمة.. إلا أنه رغم مرور ما يقرب من أسبوعين على اللقاء، إلا أن السيد البدوي يصر على ضم خمسة أعضاء فقط للهيئة المذكورة!

ما جرى دفع خصوم البدوي إلى عقد مؤتمر صحفي، شرحوا فيه ما جرى وحملوا البدوي مسئولية تداعيات تملصه من تعهداته وطرحوا - وهذا حقهم - مشروعا شاملا لإصلاح حال الحزب يتكون من عدة نقاط ترقي، يرون أنه لا سبيل إلى إصلاح الوفد إلا بها، وبالتالي يعود الوفد إلى حاله قبل لقاء السيسي!

وصراحة نقول إن من حق البدوي أن يختلف مع من يشاء ويتحالف مع من يشاء، لكن لا يصح أن يتجاهل اتفاقا جرى بإشراف رئيس الجمهورية، وخصوصا أن تنازلات عديدة جرت من جبهة بدراوي احتراما للقاء، كما أن الاتفاق تم برضا تام من البدوي، وبالتالي ففضلا عن أن ما جرى لا يليق إلا أن الخطر يحيط بأكبر الأحزاب الليبرالية في مصر والمنطقة، في وقت تحتاج الأحزاب المصرية إلى التوحد والانضباط وليس العكس، وبالتالي فتاريخيا قبل سياسيا يتحمل البدوي وجبهته أي صدمة عنيفة قد تصدم المصريين لا قدر الله في نتائج الانتخابات القادمة، التي ربما أعادت وجوها أو مجموعات وشللا تتحلق حول جماعات وأحزاب لا ينبغي أن تتصدر نتائج أي انتخابات برلمانية!

صحيح أن حزب الوفد ليس مؤهلا لحصد الأغلبية ولا حتى الأكثرية.. ولا أيضا الكتلة الكبرى داخل البرلمان إلا مع تحالفات أخرى كبيرة ومهمة، لكن وجود الوفد سليما من أي شروخ كفيل بصحة الفعل الانتخابي للأحزاب المصرية كلها!
Advertisements
الجريدة الرسمية