رئيس التحرير
عصام كامل

خبير نفسي يكشف الأسباب الحقيقة في محاولة اغتصاب معلمة الجيزة



طالعتنا الأخبار أمس بحادث صادم، حيث حاول أطفال، لا تتجاوز أعمارهم الـ13عاما، اغتصاب المراقبة في لجنة اختبار التربية الدينية لعدم سماحها لهم بالغش، فقاموا بتمزيق ملابسها ومحاولة اغتصابها.


وكانت العقوبة التي تم الإعلان عن تنفيذها، هي الحرمان من دخول الامتحان لمدة عام.

أصبحت القضية والحكم مثار خلاف من المجتمع، فهل هذا العقاب كافيا لهم أم أنهم يستحقوا أكثر من ذلك.

وأكدت الخبيرة النفسية سهام حسن أنه لابد في بداية الأمر أن نبحث في أسباب الجريمة أو الجنحة، فأعمار هؤلاء التلاميد لم تتعد الـ12، 13 عامًا!!

وأضافت الخبيرة النفسية أن أهم أسباب هذه الحادثة هي انحراف الأسرة عن الدور الذي يجب أن تقوم به في حياة أبنائها، وهي التربية والرعاية النفسية والمعنوية لهم، وليست الرعاية المادية فقط.

فقد أصبح لكل فرد من أفراد الأسرة طريق وأسلوب خاص به، الكل يبكي على ليلاه، لا يهمه الآخر ولا يعنيه ما يفعله مهما كان.

وأوضحت سهام أن عدم اهتمام الآباء في غرس الوازع الديني في فكر ووجدان الأبناء، عاملا أساسيا أيضا، فكيف للطفل أو المراهق أن يتعلم أمور دينه وحلاله وحرامه بمفرده، فيجب أن يكون هناك من يلقنه ويزرع فيه تلك النبتة الصغيرة التي تسمي بـ"الوازع الديني"، حتى يترسخ ويكبر بداخله، ويصبح أسلوب حياة ومعاملة، فنجد الطفل والمراهق يخاف الله، قبل أن يخاف الناس، يخاف أن يغش أو أن ينهك حرمات الله.

وتكمل سهام، ويأتي بعد ذلك دور الإعلام، ذلك "السم البطيء"، الذي يسري في عقول وتفكير الأطفال والمراهقين، كمجرى الدم في الجسد، فأصبحوا يقلدون كل ما يعرض عليهم من أفلام ساقطة وأغاني هابطة وعري وفواحش طوال اليوم، فسقط الحياء وسقطت القيم والأخلاق معه.

ولتتسع الدائرة حول الحادثة، ولنتحدث عن المجتمع أو حال الشارع والجماعات الأخرى من أصدقاء السوء الذين لطالما كانوا النقطة السوداء التي تخشاها الأسر المحترمة التي تخاف الله وأحسنت تربية أبناءها، وتقول " أخاف أبني يتلم على عيل صايع يتلف أخلاقه"،
فأصبح الشارع هو الإواء أو الملجأ الذي يجلس فيه من لا مأوى له ويتحدثون بلسان المدمن والإرهابي والمستغل لعقول الشباب الصغيرة التائهة وغيرها.

وتقول الخبيرة النفسية: قبل أن تحاسبوا هؤلاء الأطفال على جريمتهم، حاسبوا كل ركن يلقى على عاتقه مسئولية هذه الحادثة، والعام الذي حرم منه الطلاب من التعليم وتعويض المعلمة نفسيًا عن الضرر الذي وقع عليها من جراء محاولة اغتصابها.

وتشدد سهام على ضرورة النظر إلى بقية الجيل من الأطفال والمراهقين، ممن سيحاولون تقليد مثل تلك الواقعة مرة أخرى، بعين المختص، فهي مرحلة شديدة الخطورة، وحرمان الطلاب من الامتحان ليس هو الحل لأنه بطبيعة الحال يشعر المراهق، في هذه السن أن الدراسة عبئا ثقيلا عليه، فالحرمان منها ليس بعقاب، إن لم يكن أمرا سيشعرهم بالراحة لعام من المسئولية، فهو ليس الحل، بل هو الخلاص المنمق في أعينهم، فأنا أسكن وجع، ولا أعالجه.

وتطالب الخبيرة النفسية بضرورة عرض هؤلاء الطلاب على مختص لتعديل السلوك، حتى نقوَم تلك السلوكيات، وننشر الوازع الديني والتربوي في جميع أركان المجتمع، حتى تعود العمدان المائلة للاستقامة مرة أخرى، مع ضرورة التشديد على دور الأسرة الذي تنحي دوره ومراقبة الإعلام ووسائل الاتصال الإلكترونية التي يعرض عليها الأفلام الإباحية والإيحاءات والمفاتن والمشاهد التي تثير الشهوات وتيسر للعقول طرق الانتقام والإدمان والسرقة والقتل وارتكاب كافة الجرائم.

لوموا المسئول عن السموم الفكرية في عقول هؤلاء المراهقين قبل اللوم عليهم.
الجريدة الرسمية