رئيس التحرير
عصام كامل

إعدام حمدين صباحي!


إذا ما اجترأ واحد، وأوقع الجريمة؛ فليس من العدل أن نفلته. جملة قالها إمام الدعاة رحمه الله الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو يتحدث مفسرًا قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب).


إن الذين لا يريدون إقامة العدل من خلال القصاص أَبَوا أن يكونوا من أولى الألباب، وأصبح كل من يستنكر أحكام الإعدام كحل لإحياء الناس كمن يريد ويحرض على قتلنا؛ لأنه بذلك يريد للجريمة أن تشيع، بل إن التأخر في تطبيق العقوبة والتراخي في إنفاذ الحقوق ببطء التقاضي يؤدي إلى بهتان بشاعة الجريمة؛ فتبقى فظاعة تطبيق العقوبة فيمن اقترف الجريمة! ولذلك فإن سرعة تطبيقها كما يقول إمامنا الشيخ الشعراوي تجعل الميزان عادلًا؛ لأنك حينما تتذكر بشاعة العقوبة في المقتص منه؛ تتذكر معها أيضًا بشاعة الجريمة في المقتص من أجله، وهكذا يكون الميزان واحدًا.

إلا أن المرشح السابق لرئاسة الجمهورية السيد حمدين صباحي كتب تويتة يقول فيها: (مخطئ كل من يعتقد أن الإعدام هو الحل)، وأصبح في وقت قياسي يتلاقى مع توجه الخارجية الأمريكية التي صرحت بأنها قلقة بشأن أحكام الإعدام في الوقت الذي أصدرت فيه هيئة المحلفين بالولايات المتحدة بعد مداولات استمرت أكثر من 14 ساعة حكمًا بالإعدام على جوهر تسارناييف (21 عامًا) المتهم بالمشاركة في تنفيذ تفجيرات ماراثون بوسطن عام 2013م، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص! وحكم بإعدامه بالحقنة المميتة بدلًا من خيارها الوحيد الآخر وهو السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج عنه! فماذا لو أن الإرهابيين في الولايات المتحدة قتلوا أكثر من 450 فردًا من جيشهم وشرطتهم؟! أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟! رحمك الله يا أمير الشعراء.

نفس التوجه يصنعه السيد حمدين صباحي. ففي الوقت الذي يُخَطِّئ فيه كل من يظن أن الإعدام هو الحل، يتمنى مَن يتمنى إعدام الرئيس السيسي معنويًّا بالبطيء! ويروا أن عرقلة الرئيس، وإعدامه معنويًّا حل لإزاحته من قلوب المصريين، وإلا فلم تركتموه يخوض وحده هذه الحرب الشرسة دون مساندة واضحة علنية؟! أليس الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول من سيعرض لدفع فاتورة هذه الحرب؟! ثم أين دورك يا سيد حمدين في مواجهة الإرهاب؟! هل قمت وعقدت مؤتمرًا تندد فيه بممارسات الجماعة الإرهابية، وتقف سندًا مع قضاة مصر الذي كانوا وما زالوا أسودًا في مواجهة هذا الإرهاب؟!

يا سيد حمدين: إن سمو التشريع كما يقول إمامنا الشيخ الشعراوي، أن تنظر ما كان عليك منه، وقارنه بما لك منه، تصبح المسألة عادلة؛ لأن الذي يشرع ليس واحدًا منا، بل هو ربنا جميعًا، وطالما أنه سبحانه وتعالى ربنا جميعًا؛ فلا يوجد أحد أولى بالله من الآخر. إن خوف العقوبة هو الذي يصنع التوازن في معسكرات العالم وفي الأفراد، وتشريع العقوبة ليس معناه أن تقع الجريمة، ولكن تشريع العقوبة معناه ألا تقع الجريمة. إن الإعدام الذي تستنكره حلًا هو القصاص الذي يعدل التوازن الجريمي في المجتمع. ناهيك عن أن الإعدام ليس حلًا فقط، بل هو حكم قضائي يطبق مبدأ القصاص، إلا إذا كنت متضامنًا مع متهمي عرب شركس؛ إذ كانوا يرون أننا لا نحكم بشرع الله!
نحن على الحق المبين.
الجريدة الرسمية
عاجل