رئيس التحرير
عصام كامل

«دعاة على أبواب جهنم».. غنيم يصف المصريين بـ «الأنجاس».. وأبو إسلام: «ربنا شتم في القرآن»


ليست صناعة الفن فقط التي اعتراها القبح، بل إنه تسلل أيضا إلى أساليب بعض الدعاة، الذين لا يدعون إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإنما ينفرون مستمعيهم ومشاهديهم بعبارات خشنة وألفاظ لا تمت لقيم الإسلام بصلة.

ورغم أن أساس الدين الإسلامى الكلمة الطيبة وأن الله - سبحانه وتعالى- أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم، ليتمم مكارم الأخلاق، إلا أننا نرى الشتامين واللعانين في كل مكان من حولنا، ونحتاج إلى رجال دين لتقويم هذه السلوكيات المنحرفة التي تفشت في مجتمعنا في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة.

الطامة الكبرى عندما يطل علينا من يدعون أنهم رجال دين مستخدمين هذا الأسلوب الفظ في التعبير عن آرائهم والرد على معارضيهم، وبدلا من القيام بدورهم في نشر الأخلاق بالمجتمع تفرغوا لسب وتكفير المختلفين معهم باسم الدين الإسلامى والدين برىء منهم ولعل أشهر من تخلوا عن رسائلهم وانتهجوا أساليب لاذعة وألفاظا خارجة الداعية الموالى لجماعة الإخوان الإرهابية وجدى غنيم، حيث لم يترك أحدا لم يسبه، ويعتبر غنيم على رأس الشتامين، ومنذ سقوط الجماعة أنشأ قناة على يوتيوب يسب فيها الجميع حيث يتطاول في عدد من حلقاته على رموز الدولة المصرية وييتطاول على الجميع ويتبنى خطابًا فجًا غليظًا لا يخلو من السب والقذف لا يقره دين ولا خلق كريمه كما سب الأقباط ووصفهم بـ»الخنازير والمُجرمين وكلاب أهل النار»، واستكمل هجومه قائلًا: «المسيح بريء منكم يا صليبيون، واللي بيقولى بشتم وبقول ألفاظ وحشة، بقوله أنا بشتم اللى بيشتمنا وبرد على من يُسيء للرسول وللإسلام، وهو كلام مردود ومرذول فالرسول الكريم لم يشتم أعداءه ولم يتطاول عليهم بهذا القبح».

كما أساء إلى رجال الدين المسيحي دون مبرر ولم يسلم من تطاوله وألفاظه الخارجة رجال الدين الآخرين لمجرد اختلافه معهم الشيخ محمد حسان والداعية عمرو خالد والدكتور علي جمعة المفتى الأسبق، ففى إحدى حلقاته باسم «نداء إلى علماء الأمة الإسلامية»، قال: «ندائى هذا إلى علماء الأمة الأفاضل العلماء بحق، باستثناء حزب الزور، المجرمين، الخونة»، في إشارة إلى حزب النور ووصف المفتي «على جمعة» بأنه «رجل سفيه ومخبول ومجنون وفتاويه كلها باطلة وهو مجرم يجب أن يحاكم بتهمة التحريض على القتل»، وعن شعب مصر قال «أنتم شعب مختلف عنا ولكم رب آخر غيرنا فنحن ربنا الله أما أنتم فلا تعرفون من ربكم فاذهبوا لتبحثوا عنه، فأنتم عار علينا».

وانتهج الداعية ومقدم البرامج عبد الله بدر، نفس المنهج الخارج ما عرضه لكثير من البلاغات والقضايا وحصل الإعلامي عمرو الليثى على حكم بالحبس ستة أشهر ضد بدر لسبه ووالده.

كما وصف السيدة سكينة فؤاد المستشار السابق لرئيس الجمهورية، بأن تاريخها «غير مشرف»، ولم يقتصر الأمر على الليثي فقط ولكن أخذت الفنانة «إلهام شاهين» حكما ضده أيضا بعد سبه لها ووصفها بأبشع الأوصاف، فقال عليها: «الفاشلة الفاجرة ما قدمت إلى مصر إلا العرى والزنى والفجور، لها أفلام يشمئز منها البشر وفضائحها التي يشاهدها أولادنا، فخير شاهد عليها أنها ما قدمت إلا العفن، نحن لم نحكم عليها ولكن نحكم فيها شرع الله فهى من قال فيها الدين: «كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا»، وبعد أيام قليلة من هجومه على الفنانة إلهام شاهين واتهامه لها بالزنى في عدة حلقات تليفزيونية واصل بدر هجومه على أهل الفن مرة أخرى، فهاجم أيتن عامر بسبب عبارتها «أحبوش» التي قالتها في مسلسل «الزوجة الرابعة»، ثم هاجم الفنانة لبلبة وعادل إمام وخالد يوسف، في حين قامت إلهام برفع دعوى قضائية ضده وحصلت على حكم بسجنه خمس سنوات، وبرر عبد الله بدر تجاوزاته اللفظية بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسب عندما جاءه رجل، وقال له حديثا أغضبه فلما خرج سبه ولعنه، كذلك أبو بكر كان يسب، وتفسيرا لذلك قال ابن حجر إنه يجوز القول الشديد والشنيع لمن يستحقه - على حد قوله.

كما أثار الداعية السلفى أحمد محمود عبد الله، الشهير بـ «أبو إسلام» مالك قناة «الأمة» الخاصة، جدلًا واسعا عندما برر سبابه وألفاظه النابية والبعيدة كل البعد عن الدين الإسلامى ومبادئه القويمة بأن الله - جل جلاله - يشتم ويسب فيقول في كتابه العزيز: «كمثل الكلب»، وقوله: «كمثل الحمار يحمل أسفارا»، وقال هذه الشتائم من عند الله، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة أيضا يسبون - على حد قوله، ومن أشهر من عاداهم أبو إسلام الإعلامي الساخر باسم يوسف، وقال عنه في إحدى حلقات برنامجه «شغل البلطجة والقذارة سهل أوى يا سافل يوسف، أنا مش شيخ أنا كاتب صحفى علشان كده هعرف أتعامل معاك كويس، وهعمل كل حاجة قلة أدب ووساخة وهنشوف أنا وللا إنت»، كما أنه سب المسيحيين واتهم النساء التي تنزل المظاهرات أنهم ينزلن ميدان التحرير لكى يغتصبن وليس من أجل التظاهر، وأباح الشيخ أبو إسلام اغتصابهن، ووصفهن بالصليبيات والأرامل «اللى مالهاش راجل يحكمها».

يذكر أن "أبو إسلام" قدم للمحاكمة بتهمة السب والقذف وازدراء الأديان نتيجة لتمزيقه نسخة من الإنجيل وحرقه في إحدى المظاهرات وقول عبارات مسيئة للدين المسيحي، وحكم عليه بالسجن 11 سنة، ثم خفف لـ5 سنوات، وللأسف هؤلاء ليسوا وحدهم ممن يشوهون الدين الإسلامى ويدَّعون على الله ورسوله ما ليس فيهم، ولكن يوجد من أمثالهم الكثير. الذين كانوا سببًا مباشرًا في تنامي ظاهرة الإلحاد في مصر وتضم القائمة كثيرين منهم: سلامة عبد القوي ومحمد الصغير ومحمد عبد المقصود ومحمد عبد الله نصر.
الجريدة الرسمية