رئيس التحرير
عصام كامل

آليات التقسيم وإستراتيجية هدم منطقة الشرق الأوسط


بنجاح ثورة 30 يونية 2013 نجح السيسي في إفشال المخططات الصهيو/أمريكية التي كانت تستهدف محو هوية الجيوش العربية لتقسيم الشرق الأوسط الجديد إلى دويلات صغيرة خاضعة للنفوذ الأمريكى لحماية مصالحها الإستراتيجية والأمنية وحفظ الأمن الإسرائيلى الشريك الإستراتيجي الدائم للولايات المتحدة الأمريكية وقدد حددت آليات تسهم بفاعلية في تنفيذ مخططات التقسيم القسرى بخرائط جيوبوليتيكية (نسبة إلى الجفرافيا والسياسة) معدة خصيصا بغرض التقسيم الذي يعتمد على إضعاف الجبهة الداخلية وتمزيقها لتصبح الأوطان لقمة سائغة في فم أمريكا وحلفائها من أجل بسط سيطرتها وإملاء سياسات قسرية تخدم مصالحها وحليفتها إسرائيل وقد استخدمت من أجل ذلك آليات لتنفيذ هذه الأجندة السياسية تتمثل في الآتى:


أولا: تغذية الصراعات الداخلية والنعرات الطائفية في البدان العربية وتقليب الرأى العام على الأنظمة العربية غير المرغوب فيها والتي تستعدى أمريكا وتهدد مصالحها بالمنطقة في غياب تام للوجود العربى على الساحة الإقليمية والدولية وترك أمريكا وحلفائها ترتع بالمنطقة وتحدد الحلول التي تتفق مع الهوى السياسي إضافة إلى إذكاء نيران الحرب الطائفية بالعراق الذي يعجل بتقسيمه.

ثانيا: إضعاف الجيوش العربية من خلال عسكرة ثورات الخراب عفوا الربيع العربى التي أطاحت بالأنظمة العربية المستبدة إلا أنها أحدثت تآكلًا في الاقتصاد العربى وأمعنت في سياسة التبعية لأمريكا فمن لا يملك قوته لا يملك قراره وجعل منطقة الشرق الأوسط سوقا رائجا للسلاح الأمريكى من خلال تغذية الصراعات المسلحة لهدم الأوطان وتحويلها إلى خرائب وحطام يحط على ركامها البوم والغربان وخير مثل لذلك تمزيق الجيش السورى والليبى وفشل مخطط إضعاف وإسقاط الجيش المصرى العظيم بعد نجاح ثورة 30 يونية 2013.

ثالثا: اللعب بكروت الديمقراطية وحقوق الإنسان وتوظيفها سياسيا بما يضر بمصالح ومصائر الشعوب بمعنى أن أمريكا لا يعنيها سوى مكاسب التوظيف السياسي الناجمة عن عمل بعض أكشاك وبوتيكات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان التي تنصف وتصون حفنة من الخونة ومحترفى النصب باسم الدين وباعة الأوطان حتى لو دفعت الشعوب ثمنا باهظا جراء ذلك فلم نتعلم الدرس من التاريخ من استخدام الدين وتسيسه والأخطاء الفادحة والانتهاكات التي قام بها القساوسة في العصور الوسطى الذين باعوا الدين من أجل المال واضطهدوا العلماء ليعيشوا في عصور الظلام التي ابتليت بالقهر الدينى والسياسي الذي نجم عنه ظهور محاكم التفتيش في القرن الثانى عشرالتى أعدمت الآلاف من الكاثوليك في إسبانيا واتهامهم بالهرطقه جراء مزج الدين بالسياسة.

لا تزال أمريكا تعمل على تحقيق أهداف ومخططات التقسيم الإستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط رغبة منها في إخضاع العرب لسيطرتها وكسر إرادتها لتدور السياسة العربية في فلك السياسة الأمريكية لضمان تبعيتها ويجب أن يعلم الساسة العرب أن تنفيذ آليات التقسيم تعتمد على تغذية الضعف الداخلى للأوطان التي تئن من الاستبداد والقهر السياسي مثل البلدان التي ضربها إعصار الثورات العربية التي نجحت في الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن ولا تزال سوريا تمر بأزمة سياسية خطيرة تهدد بتمزيق سوريا الشقيقة من جراء عسكرة الثورة واستقطاب المعارضة السورية وتسليحها لإسقاط النظام والجيش السورى.

وكذا اليمن التي هدمها الانقسام ومحاولة الاستئثار بالسلطة من قبل الفصيل الحوثى.. يتعين على الزعماء العرب أن يقيموا تحالفا ضخما من خلال إبرام بروتوكولات اقتصادية/ سياسية/ عسكرية لصد الهجمة المسعورة على منطقة الشرق الأوسط بما فيها البلدان العربية المستهدفة باستنزاف ثرواتها الطبيعية وتقسيمها على أساس عرقى طائفى.
الجريدة الرسمية