رئيس التحرير
عصام كامل

بلاغ إلى من يعنيه الأمر


أصبحت الوزارات تحصن وزراءها وتعري المواطنين، مثلما يحدث الآن؛ حتى أن حماية المستهلك أصبح يحمي التجار، وهكذا ضلوا الطريق، واختلت البوصلة في أيديهم.

هذا وزير الزراعة صلاح هلال، يذهب إلى قريته كفر العمار، ويقيم جلسات صلح، ومآدب إفطار وغداء وعشاء لكل المصاحبين لسيادته في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن الغلبان شيئا يحمله إلى بيته سوى الهم والنكد والتفكير في أمر إطعام الأولاد، وبعد أن كان المواطن الطفحان يبحث عن هياكل الفراخ أصبح يسعى إلى شراء أرجل الفراخ ليفوز بطبق شوربة وشوية ملوخية!.. هذا الكلام لا مبالغة فيه حتى لا يزايد أحد في هذا الأمر، وانزلوا العشوائيات والقرى الأكثر فقرًا وأنتم ترون ما رأيت.

معالي السيد وزير الزراعة: لا تنفض يديك من تسونامي الغلاء الذي ضرب البلاد وطعن البيوت المصرية في لقمة عيش بالغموس في وجبة الغداء، حتى حلة المحشي (الأورديحي) أصبحت صعبة المنال، ووزير الزراعة يصنع أذنًا من طين وأخرى من عجين.

معالي السيد وزير الزراعة: أليس لك دور في مواجهة هذا الغلاء؟.. والسؤال لك ولوزير التموين: هل هذه العربات التابعة لكما التي تجوب الشوارع هي الحل في مواجهة غلاء الخضر واللحوم؟

يا معالي وزير الزراعة: أين محاصيل الوزارة الزراعية؟.. والسؤال الأهم: لمن تبيعونها؟.. السؤال الأخطر: هل لك منفذ تضبط به إيقاع السوق؟.. لو قلت نعم لقلت لك حسبنا الله ونعم الوكيل.

يا سادة: إن المحافظات خصصت لوزارة الزراعة في كل سوق جملة على مستوى الجمهورية أكبر المحال وأميزها داخل كل سوق وبالمجان؛ حتى تكون منافذ للوزارة تبيع فيها منتجاتها الزراعية، فإن همّ تاجر برفع الأسعار قامت الوزارة من خلال منافذها بضبط السوق وتحجيم التاجر من خلال أسعارها، ولكن..

لقد قامت وزارة الزراعة بتأجير هذه المحال على مستوى الجمهورية للتجار، وأصبحت الوزارة متخصصة في جني أموال الإيجار، وتركت السوق مرتعًا لحيتانه، وجعلتنا بساريات في هذه الأسواق!

يا سيادة وزير الزراعة: من قام بتأجير هذه المحال؟.. وما مدة الإيجار؟.. وأين تذهب منتجاتنا الزراعية من خير أراضي الدولة حتى لا يخرج علينا رئيس جهاز حماية المستهلك ويعاتبنا بأننا نأكل أكثر من احتياجاتنا؟!

يا سيادة وزير الزراعة: هل نتوقع من سيادتك أن تحيل أمر تأجير المحال داخل الأسواق إلى جهات التحقيق؟

يا سيادة وزير الزراعة: أين مشروع البتلو؟.. وهل ستتركون الناس يواجهون غلاء الدواجن دون أن تضعوا خطة قومية لتأمين احتياجاتنا من اللحوم البيضاء التي وصل سعر الكيلو إلى 20 جنيهًا وأكثر!

يا سادة: إن الطبقة المتوسطة أصبحت الآن تطالب الفرارجي برأس ورجلي الدجاجة!.. لقد تحولنا إلى دواعش فراخ.
الجريدة الرسمية
عاجل