رئيس التحرير
عصام كامل

البيضة والحجر !


عندما تجد رجل قانون مرموق مثل المستشار محمود مكي، يقدم استقالة مسببة من منصب نائب رئيس الجمهورية قبل ساعات من إقرار الدستور الذى لا ينص على تعيين نائب للرئيس، ثم يقول إنه تقدم بالاستقالة من قبل لكن الظرف السياسي وقتها لم يسمح بإعلانها، ثم يخرج قيادي إخواني ليؤكد أن الاستقالة متفق عليها بين الرئيس محمد مرسي ونائبه "السابق"، ولا أحد يعرف ماذا جرى بالضبط، فهذا "شغل بولوتيكا" ولعب بالبيضة والحجر.

وعندما يقرر النائب العام المستشار طلعت عبدالله، الاستقالة من منصبه ويضع هذه الاستقالة تحت تصرف مجلس القضاء الأعلى، فهذا موقف مشرف يستحق التحية، لكن عندما يتراجع عن الاستقالة بليل مستندا إلى حجج واهية، تحت ضغوط رئاسية إخوانية، فهذا لا يسمى إلا تلاعبا برجال النيابة والقضاء و"شغل بولوتيكا" ولعب بالبيضة والحجر.

وعندما تغلى مصر بأحداث جسام، كان آخرها ما حدث أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وما قام به أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل من اقتحام لحزب الوفد وحرقه، وتهديدهم باقتحام الصحف الخاصة المعارضة لسياسات نظام جماعة الإخوان المسلمين، ثم يصمت رأس الدولة تماما، فى وقت الصمت فيه من تراب لا ذهب، ويبتلع وعوده السابقة ويمينه القانونية بالحفاظ على أمن الوطن ومصالح الشعب، فهذا "شغل بولوتيكا" ولعب بالبيضة والحجر.

وعندما يخرج المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع، ليهاجم الجيش ويتهم قادة بالقوات المسلحة بالفساد دون بينة، وفى وقت الجيش فيه بعيد تماما عن مسرح السياسة الداخلية، بعد أن سلم الإخوان مفاتيح البلد فهذا "شغل بولوتيكا" ولعب بالبيضة والحجر.

يا سادة، لقد سئمنا حديثكم عن "السياسة النظيفة" وأن السياسيين الإسلاميين سيتبنون سياسة "شرعية وأخلاقية"، حال وصولهم للحكم لنكتشف الآن أن نظامكم الإخواني لا يختلف كثيرا عن نظام مبارك.. نفس السياسات تقريبا، ونفس الأزمات ، ونفس التعاطى "الخشن" مع المعارضين.. إنه نظام "التلات ورقات" واللعب بالبيضة والحجر!

الجريدة الرسمية