رئيس التحرير
عصام كامل

سيدي أبو تريكة


لم يعد هناك حديث في كل وسائل الاتصال الاجتماعي إلا عن «أبو تريكة» وقرار التحفظ على أمواله.. الدنيا قامت ولم تقعد لمجرد أن شيئًا ما مس النجم الذي تعشقه الجماهير بمختلف انتماءاتها ولم تعطِ نفسها فرصة ولو واحد في المليون لتفكر في القرار ذاته وخلفياته؛ لأننا كمصريين نجيد كما قلت سابقًا صناعة البشر الذين لا يخطئون (السوبرمان).. وقبل أن أتحدث في الموضوع لابد أن أقول شهادة حق لوجه الله عن «محمد محمد أبو تريكة» نجم المنتخب الوطني باعتباري الصحفي الذي أتيحت له الفرصه لمرافقة المنتخب خارج مصر في مرات عديدة..


أبو تريكة هو نموذج للإنسان المحترم وتتمنى أن يكون كل الناس «أبو تريكة».. الفترة التي سبقت هذا الجيل كان هناك حالة من التسيب وعدم الالتزام ولكن وجود «أبو تريكة» وللحق ليس وحده وإنما وائل جمعة والعميد أحمد حسن وأحمد فتحي، وغيرهم كان سببًا في أن تقام صلاة الفجر حاضر، وأن تُقام حلقات لقراءة القرآن والتبرع بجزء من المكافآت لصالح الأعمال الخيرية وربما كان هذا هو السبب في أن يبارك الله في إنجازات الفراعنة..

لا أنسي يوم أن كنت مع المنتخب في أكتوبر 2005 وكان المنتخب سيواجه الكاميرون في ختام تصفيات مونديال 2006 ونحن لا ناقة لنا ولا جمل في المباراة؛ لأن المنافسة كانت بين الكاميرون وكوت ديفوار، والمباراة ستقام في نهار رمضان ويومها خير المعلم حسن شحاته اللاعبين بين الصيام والإفطار.. يومها أصر ابو تريكة على الصيام وشجع عدد من اللاعبين على الصيام وحققنا نتيجة طيبة وأخرجنا الكاميرون من المونديال، وكانت بداية عهد الانتصارات وتحطيم الأرقام القياسية..

ولا أنسى عندما حكى لي الكابتن سمير زاهر، عن رفض «أبو تريكة» الحصول على مكافأة مليون جنيه لوحده من أحد رجال الأعمال، وأصر على توزيعها بالتساوي على زملائه.. كل هذا عظيم، ولكن أخذت على «أبو تريكة» تدخله في الانتخابات عندما ظهر ليعلن دعمه وتأييده للرئيس السابق محمد مرسي؛ لأنه مِلك لمصر ومن حقه أن ينتمي لمن يشاء ولكن النجومية تفرض عليه الحياد، وبالتالي فهو بشر، والبشر خطاؤون كما قال الرسول الكريم وعلى كل الجماهير أن تعلم ذلك..

فمثلاً لا أحد ينازع ميسي أو رونالدو في الشعبية ولكنهما أمام القانون أفراد عاديون وكلنا يتذكر التحقيقات التي أجريت مع ميسي ووالده بشأن التهرب الضريبي، وهي الجريمة المخلة بالشرف في الخارج ولم يخرج علينا من يقول..إلا ميسي..وبالتالي عندما تكون هناك قرارات من النيابة أو خلافه لابد أن نسال ونعرف قبل أن نشارك في حمله لمجرد عشقنا للاعب حتى لو كان «أبو تريكة»..

الواقع يا سادة أن النجم المحبب إلى قلبي لا هو نبي ولا قديس كما يحب أن يلقبه الجمهور، إنما هو بشر مثلنا يصيب ويخطئ... كلامي أيضًا ينطبق على الرئيس السيسي، ويجب أن يعلم الناس أنه ليس نبيًا، ولا الوحي ينزل عليه، فلا يجب أن نصفق لكل شيء.. أما عن المخرج الذي أراد أن يشغل الناس بموضوع «أبو تريكة» فأقول له:  إنك نجحت في شغل الناس بقضية وهمية، والله أعلم بالهدف من ورائها.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية