رئيس التحرير
عصام كامل

عذرًا "جوفنال" إنها "دولة الاستبن"!

فيتو

يقول الشاعر الرومانى الشهير "جوفنال"، تعبيرًا عن كثرة الشعراء فى روما، "إن من أسباب اضطرارى للعيش فى الريف هو الفرار من الشعراء الذين تزدحم بهم روما".. تخيّل معى عزيزى القارئ أمام شاشة حاسوبك، بعد عناء يوم كامل فى البحث عن سولار "النهضة"، ونصيبك من "ثلاثية" خبز الجماعة، ومحاولات تثبيتك فى عز "الضهر" من بلطجية ملأوا الشوارع نهارًا، و"مبرراتية" النظام، ممن رسمت وجوههم فى التلفاز أسوأ لوحة لـ"النفاق" والنوم فى سرير أى حاكم مهما كان وأيًّا كان ليلًا....


تخيّل معى لو أن "جوفنال" هذا شاهد "محسوبًا" من "محاسيب" النظام، و"تسلطن" من روعة تحليل مطبليه، واندهش من "تعرّى" القيم والمبادئ لدى مَن يطلقون على أنفسهم رفقاء الثورة، لـ"انفتحت" أساريره، و"تنعّم" إلهامه، و"علا صادقًا" وناثرًا بقوله "إن من أسباب اضطرارى للعيش فى الريف، هو الفرار من المعرضين الذين تزدحم بهم المحروسة".

فلتستدع روحك يا "جوفنال"، لنشاهد معًا أستاذ القانون الدستورى يطالب بالطعن على حكم محكمة القضاء الإدارى، والمعارض الشريف يطالب بوضع ضمانات لنزاهة انتخابات مجلس الشعب، ليعلن بعدها بثوانٍ مشاركة حزبه فيها بدون ضمانات! وناقدًا رياضيًّا وصف فى ما مضى البرلمان المنحل بأنه نسخة كربونية من برلمان الوطنى المنحل، ليعود الآن ويقارن بين موقف القوى السياسية من القضاء تجاه أحمد شفيق، وقراره بوقف الانتخابات، ليكون الحق الذى يريد به الباطل البيّن.

أى انتخابات يا "شعراء روما" تريدونها الآن، والجيش فى منأى عن المشاركة فى تأمينها والداخلية فى إضراب، اعتراضًا على ما وصفوه بـ"أخونة الوزارة".. فصول خطة "التمكين" ما زالت تُعرض أمام أعيننا كل يوم، والإخوان يا "جوفنال" سطّروها سطرًا سطرًا، فلتأت معى إلى عروس المتوسط الإسكندرية، واسأل أيًّا من مواطنيها: مَن يكون المحافظ؟ لا تستغرب يا "جوفنال" إذا ما سمعتها مدوية "حسن البرنس يا برنس"، ولما لا وهو المتصدر لكل القرارات التنفيذية بالمحافظة، من الإشراف على رفع أشلاء الجثث من تحت أنقاض العمارات، إلى مشاهدة مباراة "الأهلى وسموحة".. لا تندهش يا "جوفنال" إذا ما علمت أنه يشغل نائبًا للمحافظ.. ليصبح "مرشدًا" للمحافظ.

للرئاسة مكتب إرشاد.. وللرئيس "مرشد"، ولوزير الخارجية قائم بأعمال، ولوزراء المجموعة الاقتصادية "حسن مالك"، وللأحزاب السياسية "منشقون" عن الجماعة.. عذرًا "جوفنال" فمصر الثورة أصبحت دولة "الاستبن"!!

الجريدة الرسمية