رئيس التحرير
عصام كامل

الحجاب "طار" يا شوباشي وأنت "متدراشي"


تعددت أشكال ومجالات الحملة التي تشهدها مصر لكنها تلتقي جميعا عند مفهوم حرب الجيل الرابع، وتهدف جلها إلى الإيحاء بعدم الاستقرار والتشكيك في ثورة 30 يونيو وتشتيت جهد الرئيس السيسي بعد أن حقق في أقل من عام ما عجز غيره عن تحقيقه في سنوات.. ولا أتهم هنا الجميع، لأن هناك من يسعى للهدم عن عمد مدفوعا بإغراء المال أو النفوذ، ومن يركب الموجة عن جهل لمجرد أن يكون له صوت. وحتى لا نكون ممن يلقي التهم جزافا، نتوقف عند ممارسات إعلامية متفرقة لا رابط بينها، لكن بنظرة متأنية نجدها تلتقي عند الهدف نفسه.


حاولت مذيعة الدفاع عن متهمة في مطار القاهرة تعدت باللفظ واليد على ضابط كبير أثناء أداء عمله، فيما بدا هو في قمة الاحترام وضبط النفس.. دفعت المذيعة بأن المتهمة من عائلة عريقة وثرية.. لكن هل قاموس "الردح وقلة الأدب" التي تلفظت بها المتهمة تنم عن عراقة؟!. ثم هل الدفاع عن نموذج غير محترم هدفه تشجيع الغير على التطاول والبذاءة، ليفقد الشعب الحياء والأدب ويعيد الكرة مرات ما دام هناك من يدافع عنه؟!

نأتي إلى مخرجة سينما أفلامها مثيرة للجدل والغرائز لكنها توقفت فنيا، وتتعمد في اطلالاتها الإعلامية التحريض على الرذيلة والخروج على ثوابت الدين وكأنها لا تعرف الحلال من الحرام، فبعد أن أيدت "المساكنة" ولم تلق آذانا صاغية، دعت إلى ترخيص "بيوت الدعارة" لأن تكاليف الزواج باهظة على الشباب، وأخيرا أباحت الزنا واعتبرت أن ممارسة الجنس قبل الزواج حرية شخصية لا علاقة لها بالحلال والحرام، وأمام الهجوم عليها والمطالبة بمحاكمتها، اضطرت إلى التراجع مؤكدة: "التعبير خانني ولست كافرة حتى أقول إن الجنس قبل الزواج حلال، لأن جميع الأديان حرمت ذلك"!!.

تزامنت إباحة المخرجة للزنا، مع تغريدات وصور لا تقل خطورة وتحريضا على الفاحشة من ممثلة مصرية تعيش في الولايات المتحدة مع عشيقها الأمريكي معتبرة أنها "علاقة شرعية لأن الزواج أساسه الإشهار والإعلان"، وما دامت أعلنت عن علاقتها فهي شرعية!!.

أما الأخ شوباشي صاحب مليونية خلع الحجاب، فلم يتعلم من الغرب سوى التشكيك في ثوابت الدين ومخالفة الشرع، بحجة مواجهة تجار الدين ومؤيدي الإسلام السياسي. فإذا كانت نواياه سليمة ويريد مصلحة مصر، ماذا فعل لمواجهة انتشار الحركات الإسلامية والتكفيرية منذ سنوات طويلة ولماذا لم يستغل إقامته في فرنسا لحشد الرأي العام الأوربي ضد الغلو والمتاجرة في الدين، منذ كان "الإخوان" ومن معهم يقدمون إغراءات للفنانات لحثهن على الحجاب والاعتزال، ويشجعون الفنانين على الالتزام وترك الفن؟!.. حينها لم تتدخل الدولة لأن الحجاب فرض ومن استجاب للدعوة فإن "الله يهدي من يشاء"، رغم أن ما حدث من الجماعات الإسلامية لم يكن خالصا لوجه الله والدين بل لأهداف أخرى اتضحت فيما بعد. وعندما اعتلى "الإخوان" حكم مصر سعوا إلى "أخونة" كل شيء، لدرجة أن واحدة من الفنانات المحجبات دعت إلى فرض "الجزية"، لم نسمع تعليقا من الشوباشي وكأنه "ميدراشي"؟!

لم يتحرك الشوباشي في عز ازدهار الإسلام السياسي وتجارة الدين، لكن حين شارفت الدولة على تطهير البلد من المدعين والمتاجرين بالدين أطلق فتنة خلع الحجاب، وهي دعوة تهدم ولا تبني، وتتطاول على القيم الدينية والأخلاقية، لأن فيها ربطا بين الحجاب والتطرف والإرهاب وهو منطق أعوج يهدف إلى أبعد من ذلك!!

الدولة التي يحملها الشوباشي وأمثاله الأوزار والخطايا، لم تجبر أحدا على الحجاب ولم تعاقب أحدا على خلعه، وتركت الأمر للقناعة والرغبة الشخصية لأن الحساب عند الله لا البشر. لكن "الشوباشي اللي بالشرع ميدراشي" انساق لدعوات "العلمنة" الغربية وسعى لتطبيقها في مصر ليزيد البلبلة والفتنة وربما يكون أطلق دعوته سرا بين الفنانات ولما وجد استجابة و"طار" حجاب بعضهن تدريجيا عمد إلى تعميم الدعوة بين الشعب.

الدعوات والآراء المنفلتة تشكل خطرا بالغا على الأمن القومي وتغذي التطرف والإرهاب، لأنها بعيدة عن مكارم الأخلاق، وهدفها الإيحاء بأن "الشعب المصري لم يرضَ برئيس إسلامي مثل مرسي وثار ضده في 30 يونيو رغبة في مجتمع منحل بلا قيم وأخلاق".
الجريدة الرسمية