أموال أمريكا في حزب الوفد !
ما حدث ومازال يحدث في حزب الوفد لم أتوقف طويلا أمامه نظرا لأن حزب الوفد ليس استثناء من الصورة العامة والخلافات التي تنشب عادة داخلها..وما شهدته البلاد من انتفاضات شعبية ثورية لم تخلص أحزابنا من هذه الحالة بل زادتها حدة.
لكننى أتوقف طويلا أمام ما كشفته تلك الخناقة التي نشبت في حزب الوفد حول محاولات المال السياسي الأمريكى اختراق حزب الوفد بواسطة منظمات المجتمع المدنى..و تلقائيا تذكرت رواية الأستاذ إحسان عبد القدوس الشهيرة وعنوانها "يا عزيزى كلنا لصوص" عندما تابعت أنباء هذه الخناقة والمتعاركين يتبادلون الاتهامات حول تلوث أيديهم بالمال السياسي الأمريكى عبر منظمات المجتمع المدنى سواء المصرى منها أو الأمريكى.
إن هذا يعنى أن جريمة التمويل الأجنبى لم تكن جريمة صغيرة أو محدودة وإنما على العكس تماما جريمة ضخمة وكبيرة والمال السياسي الأمريكى اخترق مؤسسات عديدة في بلادنا كان من بينها أحزاب شهيرة من بينها حزب الوفد الذي ظل يتباهى أنه لا يحصل على دعم من أي جهة حكومية مثل الأحزاب الأخرى..
و هذا المال السياسي الأمريكى مثلما استخدم في تدريب شباب حركات وتجمعات مختلفة سياسيا فإنها استخدم في تدريب شباب الأحزاب أيضا، رغم أن المجتمع المدنى طبقا للتعريف السائد والمستقر عالميا لا علاقة له بالعمل السياسي وتحديدا الحزبى أو أي عمل يقترن بالسعى للوصول إلى السلطة.
ألا يجعلنا ذلك أن نجدد التحية مرة أخرى لتلك السيدة العظيمة فايزة أبو النجا التي تصدت بقوة وجسارة لتلك المؤامرة الأمريكية على مصر والتي استخدم فيها المال السياسي الأمريكى..ألا يجعلنا ذلك نتنبه إلى أن المؤامرة الأمريكية مستمرة علينا ويستخدم فيها المال السياسي أيضًا.
