رئيس التحرير
عصام كامل

قطار أكتوبر أم تعمير سيناء !؟


أسئلة كثيرة تدور في ذهني حول اتفاق وزارة الإسكان مع شركة كندية لإنشاء قطار معلق يربط بين مدينتي أكتوبر والوراق بتكلفة مليار ونصف دولار أمريكي أي ما يعادل 12 مليار جنيه مصري، ما هي علاقة وزارة الإسكان بإنشاء القطارات والسكة الحديد؟ أليست هذه مهمة وزارة النقل؟ أما أنه سمك لبن تمر هندي كما سبق وكتبت كل وزارة تقوم بعمل كل الوزارات حتى تضيع المسئولية والحساب؟ لماذا قطار معلق على كوبري يمتد لأكثر من 50 كيلو؟ هل لدينا عجز في الأرض ونحن دولة نعيش فقط على 6% من مساحتها؟ وهل سوف نستطيع استغلال الأرض تحت الكوبري؟ كنا فلحنا في استغلال الأراضي الواقعة تحت عشرات الآلاف من الكباري؟ والتي أصبحت مرتعا للدعارة وتجارة المخدرات وتجميع القمامة، وماذا يحدث إذا وقع عمل تخريبي لأحد أجزاء هذا الكوبري؟ أم أن وزارة الإسكان تتوقع نهاية قريبة للإرهاب؟ وهل إنشاء قطار سوف ينهي أزمة المرور ومشاكل القاهرة الكبرى؟


سبق وكتبنا عن خطورة تركيز الخدمات في القاهرة وإهمال المحافظات حيث يؤدي إلى مزيد من الهجرة إليها وبالتالي زيادة مشاكل العاصمة؟ الحكومة كانت قد أعلنت عن مشروع للنقل الجامعي سوف يساهم في حل مشكلة المواصلات والمرور بتكلفه لن تتعدى 2 مليار جنيه يتضمن شراء أتوبيسات فاخرة وتشغيل خطوط طويلة سوف تجبر أصحاب السيارة الخاصة الاستغناء عنها، ولكن المشروع مات أو اختفى في ظروف غامضة إلى أن فوجئنا بخبر قطار أكتوبر، وكأن هذه الدولة لا يُحاسب فيها أحد، كل مسئول يقول ويفعل ما يشاء اعتمادا على أن المصريين يتمتعون موهبة كبيرة في النسيان، هل من الأفضل إنفاق 12 مليار جنيه في إنشاء مائة عربة قطار يربط بين مدينتين أم إنفاق هذه الأموال في سيناء.

والتي تمثل خط الدفاع الأول عن مصر وأمنها القومي، سيناء التي تمثل سدس مساحة مصر ميزانيها من وزارة الإسكان نحو 300 مليون جنيه سنويا أي ما يعادل ثلاث عربات في قطار أكتوبر، هل هذا معقول ومنطقي؟ من يخطط؟ ومن يفكر؟ وهل هناك مصالح أخرى خفية لا نعلمها تقف وراء إبرام اتفاقيات بقروض ومنح أجنبية سوف يتحمل نتيجتها الأجيال القادمة؟ 12 مليار جنيه يتم وضعها في محافظات الوادي أو مطروح أو البحر الأحمر أو سيناء شمالا وجنوبا سوف تفتح آفاقا للتنمية يكون لها عائد كبير على البلد وتخلق مجتمعات جديدة وفرص عمل وإعادة توزيع السكان وزيادة في الناتج القومي، 12 مليار جنيه كفيلة بحل مشاكل آلاف المصانع المتعثرة وتشغيل ملايين الشباب وزيادة الإنتاج وزيادة في التصدير وتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة. من يحدد الأولويات للحكومة؟ ولماذا الإصرار على الإنفاق في مجال الاستهلاك والخدمات أكثر من الإنتاج ؟ هل هي مؤامرة على البلد أم غياب للرؤية وتوجيه خاطئ للبوصلة ؟
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية