رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لا يكون أداء الحكومة «طحنًا بلا طحين»


لا أحد يجادل أن المهندس محلب، رئيس الوزراء، وقليلٌ من وزرائه ميدانيون بطبيعتهم ينزلون لمواقع العمل وأماكن تجمع المواطنين.. لكن المنتج النهائي ليس كما هو مأمول بل "طحن بلا طحين".. ولعل واقعة السيدة "كريمة أبو زيد" التي تعيش في بيت بلا سقف في إحدى قرى الصعيد الفقيرة والتي ظلت تشكو لمحافظ الإقليم سوء حالها دون جدوى حتى استجاب لها الرئيس السيسي، موجهًا بإعادة بناء بيتها بقرية عرب العطيات فور قراءته شكواها.. بينما لم يحرك المحافظ ساكنًا أكبر دليل على ذلك..


الأمر نفسه تكرر بالإسكندرية مع سيدة مسنة تهدم بيتها، فالتحفت بالعراء ولم يرِّق المحافظ لحالها.. لكن الرئيس استجاب لندائها، وأمر برعايتها في دار المسنين.. فهل ننتظر تدخل الرئيس في كل صغيرة وكبيرة ليعوض غياب المسئولين.. هل يتولى بنفسه مهام المحافظين والوزراء رغم مشاغله الكبرى وهمومه العظمى؟!

ويبدو طبيعيًا في سياقٍ كهذا أن تنهال ألسنة النقد على حكومة محلب هذه الأيام، فأداؤها باهت.. وأياديها لاتزال مرتعشة وإنجازها ليس على مستوى الطموح الشعبي، ولا على مستوى تطلعات الرئيس.. تركت حكومة محلب أولويات الشعب، وانشغلت بتوافه الأمور وغرقت في تصريحات متضاربة أعادنا بعضها للوراء حيث البلبلة وغياب الحس السياسي!!

البعض يرى أن أكبر أدلة تعثر الحكومة هو فشلها في إدارة ملف الانتخابات البرلمانية، وتعاملها مع حادث تسمم مياه الشرقية.. فتارة تؤكد أن مياه الحكومة بريئة وتارة أخرى تتهم جراكن الأهالي بالتسبب في الحادث لكن لم يكن هناك بيان حكومي واضح قاطع يحيط بالمشكلة.. وتاهت الحقائق وتشتت الناس معها.. رغم أن المسئولية في كلتي الحالتين هي مسئولية الحكومة لكن هذا لا يمنع أن نعترف أن للحكومة نجاحات وإنجازات ومشروعات جديرة بالتقدير.
الجريدة الرسمية