رئيس التحرير
عصام كامل

العمل الفني المصري وانحدار الإيرادات


في حديث مع أحد الأشقاء العرب والذي تناولنا فيه قيام الدول العربية بشراء الأفلام والمسلسلات العربية من مصر بنسبة أقل مما كانت عليه مع ما بين دولتينا من علاقات قوية وأن هناك بعض الثقافات التي نستورد منها الأعمال الفنيه والتي تدخل على منطقنا العربية قيمًا مختلفة، وهذا ما دفعنى إلى السؤال عن ما هي أسباب انخفاض شراء الدول العربية للعمل الفنى المصرى.


كان الرد أن ما لدى مصر من الإمكانيات الفنية الكثير وهو ما يعرفه العرب جميعًا من أن مصر هي المحطة الفنية الأولى في المنطقة والقائمين بالعمل الفنى لديهم الرؤية والقدرة على تحويل الحلم إلى واقع يؤثر فى المشاهدين إلا أن العقود الأخيرة انصرف الكثيرون عن العمل الفنى المصري عندما بدأ مرحلة تدهوره وهي المرحلة التي بدأ فيها الفن يناقش أزمات العشوائيات وتناولت الأعمال الفنية الصور المرفوضة فقضاياكم خصصوا لها أفلامًا تناقش سلبيات المجتمع لتكون بينكم ومجتمعكم، وليس من المتوقع أن نقوم نحن في بلادنا بمناقشة قضايا عشوائيات دولة أخرى ليس هذا فقط وإنما علينا أن نتقبل أن يرى أبناؤنا الصور غير اللائقة والمسميات الجديدة في اللغة ورقصاتهم بالسلاح الأبيض ليفسدوا علينا الجيل القادم.

أن السوق الفنية مفتوحة ولو أن أي مصري في نفس مكاننا لاختار الفن الذي يربي الأطفال بالصورة المقبولة لا أن ينحدر بهم إلى الصورة التي ترفضونها أنتم أيضًا.

للأسف الفن المصري تخلى عن تعليم المجتمع مكارم الأخلاق وانتصار الخير على الشر إلى مناقشة قضايا مجتمعكم أمام العالم التي تنتهى بتعليم الأطفال انحدار القيم وانتصار الشر على الخير، ولم يعد يهتم ببناء الجيل بقدر ما يهتم بجمع الإيرادات نتيجة مخاطبتكم للفئة المستهدفة من هذه العشوائيات والتي هي بالقدر الكبير الذي يزيد من إيرادات المنتج ويحفزه أيضًا إلى إنتاج المزيد من هذه الكيفية.

وإننى أضع الأمر أمام هيئة الرقابة على الأعمال الفنية التي يبدو أنها تسير في اتجاه مختلف عما رسم لها من الحفاظ على العمل الفنى ألا ينحدر إلى الصورة المرفوضة وتناسى المشرفون عليها أن العالم الذي كان يشترى منا أعمالا فنية تدر عائدًا على مصر من العملة الصعبة لم يعد يقوم بذلك ولم يلاحظوا هذا المؤشر من زمن.

أعلم أن الرقابة هي محل القيل والقال من الناس إلى الدرجة التي هوجمت أحيانًا بأنها تقيد من الحريات المجتمعية وكأن الصور غير السوية من الأعمال الفنية هي الصورة الوحيدة التي تكون معيارًا للحريات.

فلنتوقف عن إهدار قيمنا المجتمعية السوية في الأعمال الفنية المصرية قبل أن توقف الدول استيراد أي عمل فنى مصرى في المستقبل.
الجريدة الرسمية