رئيس التحرير
عصام كامل

لا تدعهم يخدرونك أكثر من ذلك!


نشأت العولمة بالتزامن مع العصر الحديث، وتكونت بما أحدثه العلم من تطور في مجال التكنولوجيا والاتصالات خصوصًا بعد بروز الإنترنت والذي جعل العالم مفتوحًا على مصراعيه.


يمكن اعتبار العولمة مفهومًا أو أداة أو فكرة المقصود منها إنهاء الحدود الجغرافية وتعميم مفهوم النظام الرأسمالي، وسيطرة قطب واحد على العالم تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وتسعى إلى جعله يسير وفق القواعد التي تضعها، فكما يقول ماريون غوردون روبرتسون " لم يعد النظام العالمي مجرد نظرية، لقد أصبح وكأنه إنجيل".

قال أينشتاين " أخشى اليوم الذي تطغى فيه التكنولوجيا على التواصل بين البشر، سيكون في العالم جيل من الحمقى، "ويمكن أن يكون هذا جزء من أهداف دولة الاستعمار الحديثة من أجل استيطان العقول والثقافات وبث ثقافتها ومبادئها لتسود في أنحاء العالم.

من جانب آخر فإن إنكار الواقع أمر غبي ومريض، فلا يمكن رفض كل ما جاء من العولمة، وإنما الواجب أن نكون حذرين وأن نحاول استخدام مواردهم ضدهم.

يقول الدكتور كليفورد راي " التكنولوجيا لن تحل محل المعلمين، ولكن المعلمين الذين لا يستخدمون التكنولوجيا سيتم استبدالهم " بمعنى أن اليوم شئنا أم أبينا نحن نعيش في عصر التكنولوجيا وكل شي متاح لنا بسهولة، ولكن المهم أن نقف بجدية أمام سؤال مركزي " ماذا نفعل؟ ".

لا تقتنع بكل ما تسمعه أو تقرأه أو تراه، لأن هذا إن حصل فإنه يعني نجاحهم في اختراق عقلك وتخديرك، ولكن عندما تغير نظرتك للأشياء من حولك، تأكد أنك ستجد كل شيء من حولك وقد تغير.

لا شك بأننا نحن الجيل الذي يعيش المرحلة الأصعب على مر التاريخ، فقد كُتب علينا أن ندفع ثمن كل ما مضى وكل ما سوف يأتي، ولكن إن كان ذلك قدرنا فليكن.

المجد لمن قالوا "لا" في الوقت الذي قال فيه الجميع "نعم" ليكن شعارنا " لا لتخديرنا "، وليكن هم الوطن محمولًا على أكتافنا، فقد أثقلنا كأهله بخلافاتنا وجهلنا وتفاهاتنا.

في الختام لا يسعني سوى أن أتقدم بتحية إجلال وإكبار للشهداء الأبطال الذين استشهدوا وهم يحاولون رفع العلم الفلسطيني على كامل الأراضي الفلسطينية.. فهذا الوطن وشهداؤه يستحقون منا الكثير والكثير.
Advertisements
الجريدة الرسمية