رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الشحات الجندى يرد على الشوباشي: اتقي الله.. ومليونيتك فاشلة قبل أن تبدأ


  •  نشر الفكر الوسطى الحل الأمثل لمواجهة هذه المبادرات وأقول لأصحابها: «اتقوا الله»
  •  مصر مجتمع محافظ.. والحجاب من مقاصد الإسلام

هاجم الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أصحاب دعوات خلع الحجاب وتقنين الدعارة والشذوذ والحشيش واعتبرها تتنافى مع طبيعة المجتمع المصرى المحافظ.
وقال إن نشر الفكر الوسطى هو الحل الأمثل لمواجهة تلك الدعوات، مشددًا على أن التيارات المتطرفة تستغلها في تأجيج الفتنة وإثارة القلاقل.. وإلى نص الحوار..


> في البداية.. كيف ترى الدعوات المطالبة بخلع الحجاب وتقنين الدعارة والشذوذ؟
هذه الدعوات لا تحترم توجهات ومشاعر الرأى العام، الذي يميل للتحشم، والتأدب لذلك تفتح هذه الدعوات الطريق أمام المتطرفين للخروج، والادعاء بأنهم يبحثون عن صالح الإسلام والمسلمين، ودعوات الكاتب الصحفى شريف الشوباشي، بتنظيم مليونية لخلع الحجاب في الأسبوع الأول من شهر مايو، فاشلة في بداياتها وستموت مع الوقت.

> وماذا عن الحجاب في الإسلام وحكم ارتدائه هل هو فرض أم سنة فضل كما يقول البعض؟
الحجاب الشرعى في الإسلام يستوجب عدم إظهار أي جزء من جسد المرأة فيما عدا الوجه واليدين، وهو ما نصت عليه نصوص القرآن والسنة، والحجاب واجب شرعى على كل مسلمة، لما ورد في الآية الكريمة «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ» (سورة النور آية31) وقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِى قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ» (سورة الأحزاب آية 59)، ومن هاتين الآيتين يتبين أنه يجب على المرأة المسلمة أن تغطي رأسها ولا تظهر من جسدها إلا الوجه والكفين والقدمين أما ما عدا ذلك فإنه يعد عورة لا يجوز للمرأة أن تظهرها حتى لا تكون مطمعا لضعاف النفوس والمتربصين بالتعدى على الأعراض.
وهناك دليل آخر هو أنه من مقاصد الشريعة الغراء حفظ العرض ويكون باتخاذ الوسائل وعلى رأسها الملبس الذي يحفظ للمرأة جسدها من المتربصين، ويكون على نحو تكون فيه مثالا للصدق والعفاف بما يحول بينها وبين الذين لديهم مرض في علاقاتهم بالنساء، كما أنه في العصر الإسلامى وعصر الخلفاء الراشدين وعصور الإسلام التي التزمت بتعاليم الإسلام الحق لم يكن هناك اختلاف حول ضرورة تغطية جسد المرأة من رأسها حتى قدميها، وهناك إجماع من علماء الأمة على ذلك، ومعلوم أن الإجماع هو المصدر الشرعى الثالث بعد القرآن والسنة، وعليه كل من يقول غير ذلك لا سند له من صحيح الدين وما سار عليه المسلمون قبل ذلك، وليس من المصلحة على الإطلاق إثارة مثل هذا الكلام الآن مع شيوع الابتذال والبعد عن الحياء وانتشار كثير من المفاسد بسبب ما نراه من الفتيات العاريات في المجتمعات الإسلامية ولا يخدم قضية الإسلام وتفرده بأحكام تصون المرأة وتحافظ عليها وتحفظ سلوكياتها خاصة مع تفشى الغزو الفكرى والرغبة المحمومة من الغرب في إثارة الغرائز وتشجيع المرأة المسلمة باسم الحرية على الخروج على أحكام ينبغى الالتزام بها.

> وما رأيك في حديث البعض حول التشابه بين دعوة هدى شعراوى بخلع النقاب ودعوة شريف الشوباشى بخلع الحجاب؟
بالطبع، هناك اختلاف بين تظاهرة هدى شعراوى بخلع النقاب والبرقع ودعوة شريف الشوباشى بخلع الحجاب، لأن البعض يذهب إلى أن النقاب واجب وهذا ليس صحيحًا، فالحجاب هو الواجب أي فرض، ودعوة الشوباشى دعوة تحريضية ضد الإسلام، وهذه الدعوات هي ضد الدين الإسلامى بل ضد الرجال المسلمين أيضًا.

> وكيف ترى توقيت إثارة هذه القضية في هذا الوقت تحديدًا؟
لا ينبغى إثارة هذا الأمر في ذلك الوقت، كما أنه لا يجب إثارتها بهذا الشكل، الذي يثير الأزمات والقلق والاختلاف بين المصريين، وأنا لا أجد مبررًا لخروج هذه الدعوات فتوجد نسبة ليست بالقليلة من الفتيات والنساء المصريات غير محجبات، ولم نسمع أن أحدًا اعترض عليهن أو أنهن تعرضن لمضايقات، حتى يلجأن إلى الخروج في تظاهرات لخلع الحجاب.

> هل ترى أن هذه الدعوات تدعو للتطرف؟
نعم، بالطبع تدعو هذه الدعوات للتطرف والعنف في البلاد، فعندما تخرج تظاهرات تطالب بخلع الحجاب، وترى النساء المحتشمات هذه التظاهرات، سيلجأن للتعبير عن رأيهن باعتبارهن الأحق بالدفاع عن حقوقهن، وندخل في دائرة مفرغة التظاهرة أمام الأخرى وتلو الأخرى، ونفتقد الأمان الذي بدأ يخطو خطواته الأولى بعد عاصفة الإرهاب التي اجتاحت البلاد في الفترة الأخيرة.

> بماذا تصف مثل تلك الدعوات؟
أصف هذه الدعوات بالعبث والجهل، الذي من الممكن أن يستغله البعض للقضاء على استقرار البلاد، واتخاذ المصريين في اتجاهات أخرى بعيدًا عن تطوير البلاد والرقى بها، وأشبه هذه التظاهرات بآليات الإلهاء السياسي، التي انتهجتها الأنظمة السابقة لإلهاء الشعب المصري.

> وما ردك على من يعتبرون هذه التظاهرات وسيلة للتعبير عن الرأي؟
هناك وسائل اتصال اجتماعى على الإنترنت يمكن للشباب والفتيات أن يعبروا عن رأيهم حول هذه الدعوة ويؤيدوها أو يرفضوها دون اللجوء إلى الخروج في تظاهرات تعطل عجلة الإنتاج والاستقرار.

> وما الوسيلة المثلى في رأيك لمواجهة مثل هذه الدعوات؟
ببساطة، أرجو أن نحترم هوية المجتمع المصري، ومعتقداته وطقوسه، وتدينه، وذلك لن يتم إلا باهتمام الدولة بنشر الفكر الوسطي، غير المتطرف وغير المتبرج، وهو ما يقتنع به ويؤمن به غالبية الشعب المصري.

> وما الرسالة التي تود توجيهها للمصريين لمواجهة مثل هذه الدعوات؟
أقول لكل المصريين بكل طوائفهم: اتقوا الله في دينكم وفى وطنكم، كفوا عن إطلاق هذه الدعوات التي لا قيمة لها، والتي تهدم ولا تبنى، وتدفع للتطرف، ونشر الفتنة، ولا تساعدوا في خدمة أي شيء أو قضية دون وعي، وأقول «عمر حرية الفكر ما كانت باللبس أو بالحجاب من عدمه، حرية الفكر بتعتمد على عقلية واعية مدركة لا تسير وراء كلام أقل ما يقال عنه إنه عبث لا قيمة له».
الجريدة الرسمية