رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صاحب الدعوة لمليونية خلع الحجاب: من يتهمنى بالكفر «قليل أدب وسافل»



  • من يهاجموننى عملاء لأمن الدولة ومتورطون في قضايا مخلة بالشرف
  • اتهموا طه حسين وقاسم أمين وعلى عبد الرازق بالكفر
  • الأزهر ليس منبع التطرف لكن أصابه الجمود
  • لست خائفا من أحد وكل المحترمين يقفون في صفي
  • لا تراجع ولا استسلام وحان وقت كسر قيود تحرر السيدات

اختار الكاتب الصحفى شريف الشوباشى العودة إلى دائرة الضوء من جديد، بعد فترة توارٍ ليست بالقصيرة.. وجد ضالته في تبنى دعوة خلع الحجاب عقب ثورة 25 يناير بأربع سنوات أيضًا، فلم يعد رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذي تولاه لفترة.. خانه التوفيق، فباب الحريات الشخصية مفتوح على مصراعيه ليس كحقبة العشرينيات.. البعض اعتبرها محاولة لاستعادة الأضواء بحملة صادمة للمجتمع المصرى المتدين بطبعه.

انتقادات لاذعة، وردود فعل غاضبة، صوبت نحو الشوباشي، دفعت «فيتو» إلى الحديث معه بشأنها، وسؤاله عن أسرار دعوته، والسبب في إطلاقها، ولماذا اختار هذا التوقيت بالتحديد، كل هذه الأسئلة وأخرى أجاب عنها الشوباشى في الحوار التالى:



> في البداية.. لدينا رغبة أكيدة في التعرف على الدافع وراء دعوتك لخلع الحجاب؟

هو استخدام التيار الدينى المتطرف الحجاب لتحقيق مصالح سياسية والوصول للحكم، فقد اعتبروا أن رفع لواء الحجاب هو الحصانة التي تقودهم لتحقيق أغراضهم، وبالتالى فإن خلع السيدات والفتيات للحجاب يعتبر إضعافا للتيار الدينى المتطرف على الصعيد الثقافى والفكري، كما أنه تحرر من سطوة وسلطان هذا التيار، وخلع الحجاب ليس دعوة للفجور والرذيلة، وإنما يهدف إلى القضاء على أسطورة هذه «القماشة» التي اتخذ منها تجار الدين ورقة لتحقيق أغراضهم الدنيوية.

> لكن ما السر في اختيار هذا التوقيت بالتحديد؟

الفكرة ليست جديدة، وإنما هدى شعراوى فعلت هذه الخطوة الجريئة، بعد 4 سنوات من ثورة 1919 العظيمة، وها نحن مر علينا 4 سنوات منذ اندلاع ثورة يناير، فأعتقد أنه آن الأوان لأن تتحرر السيدات، ويحصلن على حريتهن الكاملة، دون قيود أو شروط، وبلا مخاوف من أحد تحت أي مسمي.

> من باب المنطق.. ألم يكن الأولى أن تدعو لخلع النقاب؟

لا.. لأن مرتديات النقاب أقلية، لكن الحجاب منتشر بشكل كبير، وانتشاره رمز من رموز الإسلام السياسي، ثانيا أن الزوجات والأخوات يمارس عليهن ضغوط كبيرة من أجل ارتداء الحجاب وليس النقاب.

> أمواج الغضب التي ثارت ضدك.. هل أزعجتك؟

بالنسبة لى لست منزعجا، لكن من يهاجمنى هم المنزعجون، وبالتحديد ذلك التيار الأصولى المتطرف المنغلق، الذي يخشى على أتباعه، فمن مجرد جملة أطلقتها قامت الدنيا ولم تقعد، واتهمونى بأنى من أتباع داعش، وشنوا حربا ضدى لمجرد خوفهم من تقلص جماعتهم.

> ماذا عمن اتهمك بالكفر ومحاربة الإسلام؟

من يتهمنى بالكفر «قليل أدب وسافل»، فأنا لم أجبر أحدا على خلع الحجاب، أو أطالب بقانون ضده، وإنما هي دعوة للتحرر من القيود، لكن هؤلاء الذين يهاجموننى ليس لديهم ما يردون به، وهذه طبيعة التيارات المتشددة، كل من يخالفهم الرأى يتهمونه بالكفر والعلمانية، فقد سبق واتهموا طه حسين وقاسم أمين وعلى عبد الرازق بالكفر، فلا جديد في اتهاماتهم، والأغرب أنهم اتهمونى بأنى أنفذ مخططا صهيونيا أمريكيا داعشيا، لكننى لم أتأثر بتلك الاتهامات الغبية، بل زادتنى إصرارا.

> هل كنت تقصد بالفعل أن 99% من العاهرات محجبات؟

نعم.. فهذه هي الحقيقة، الكثيرات منهن يتسترن خلف الحجاب، ويفعلن أعمالا خارجة مثل الزنا والسرقة، وهذا الكلام أكده لى ضابط شرطة كبير، وأكد صحة كلامى بالحرف، والأغرب من ذلك أن هذه الأفعال الخارجة يفعلها أيضا المنتقبات، فحان الآن وقت الكف عن النفاق، ومواجهة كل ما هو ضد التحرر، والتصدى للمشكلات التي نواجهها بجرأة.

> لكن كل الأديان السماوية تدعو للحشمة.. لماذا تأتى الآن وتدعو لخلع الحجاب؟

أنا لم أطالب النساء بالتعري، فخلع الحجاب ليس عريا، ومن يدعى ذلك أفكاره متطرفة، أليس أمام المرأة خيارات غير ارتداء خيمة سوداء وحجاب فوق رأسها، أو ارتداء «البكيني»، لماذا لا نكون وسطيين مثلما يدعو ديننا، فالإسلام دين وسطي، لكن ما يحدث الآن هو تهريج، فكيف لامرأة تزنى وتسرق ثم ترتدى حجابا، ويطلق عليها لقب عفيفة وشريفة؟!

> ما الذي عاد على المصريين من دعوة هدى شعراوى لخلع الحجاب؟

بعد دعوة هدى شعراوي، حدث ما لم تشهده مصر من قبل، طفرة في كل شيء، بداية من حرية المرأة وتعليمها، فحرية المرأة هي تحرير للمجتمع بأكمله، ورغم أن ذلك المجتمع كان تقليديا لكن لم نشاهد هذه الموجة من الانتقادات والهجوم غير المبرر، فأنا أدعو للحرية وليس للرذيلة.

> ما العائد على المجتمع اليوم إذا خلعت نساء مصر الحجاب؟

المجتمع المصرى اليوم يحتاج لأن ينبذ التفرقة، وخلع الحجاب يمثل زيادة في انفتاح المجتمع، من خلال خلق جيل لا يقبل تفرقة ولا يبرز طائفية، ويتقبل المساواة الحقيقية بين المرأة والرجل، وبالتالى بين الغنى والفقير، خاصة أن مجتمعنا يعانى من عنصرية كبيرة بين الأغنياء والفقراء، كما نسعى لنبذ فكرة التفرقة بين المسلم والقبطي.

> أيهما أولى.. الدعوة لخلع الحجاب أم الاحتشام؟

السؤال هنا لماذا دعوة خلع الحجاب «تعبت الناس قوي»، فمنذ 40 عاما وهناك دعوات لارتداء الحجاب، وتم ترويع وتخويف السيدات والفتيات لارتدائه من خلال استخدام فزاعة «عذاب القبر»، وأن السيدة غير المحجبة سوف تجذب من شعرها يوم القيامة، ولم يعترض أصحاب هذه الأفكار أحد، ولكن الكل استأسد ضدي، وتعرضت لهجوم شرس، وادعى كثيرون أنهم حماة الدين، واتهمونى بالكفر.

> إذن.. أنت تعتبر دعوة خلع الحجاب تحررا من القيود؟

لا يوجد مجتمع بلا قيود، بل هناك العديد من العادات والتقاليد التي تقيدنا، لكن والدتى وجدتى لم ترتديا الحجاب، وكانتا شريفتين وعفيفتين، وأفضل كثيرا من نساء هذه الأيام، فالحجاب ليس مقياس الشرف والعفة، وإنما كما ذكرت في السابق هو ورقة استخدمها أصحاب الفكر المتطرف لتحقيق أغراضهم.

> ماذا عن رأيك في دعوات تجديد الخطاب الديني؟

بالتأكيد هي دعوات ضرورية وأساسية في المرحلة الراهنة، التي شوه فيها أصحاب الأفكار المتطرفة الدين، وفسروه لخدمتهم، فالدين ثابت وصالح لكل العصور، لكن استخدام الدين في الحياة العامة والسياسة يحتاج تطويرا وتجديدا، فالتجديد مطلوب ومن أسس الدين، ويجب أن نضع في الاعتبار أن القرآن وحده هو الثابت لدينا، وغيره من النصوص يحتاج لمراجعة، لأنها لا تصلح لكل العصور.

> في الآونة الأخيرة.. بدأت تتردد نغمة أن الأزهر منبع التطرف استنادا إلى مناهجه.. فماذا عنك؟

لا يمكننا القول إن الأزهر منبع التطرف، لكنه تغير كثيرا عن سابق عهده، وأصابه الجمود، وأصبح مؤسسة محافظة جدا، بعد أن كان منارة ثقافية ودينية، على أيدى حسن العطار ورفاعة الطهطاوى والأحمدى الظواهرى والباقوري، وعليه أن يعيد تجديد الخطاب. 

> هل عنيت الحجاب عندما سميت كتابك «لماذا تخلفنا»؟

لن أتحدث عن الكتاب كثيرا، لكن قلت إن سبب تخلفنا هو رفضنا رؤية الواقع، مع استمرار تمسكنا بماضٍ متخلف وثوابت تراثية تخلصت منها جميع المجتمعات، وبالأخص عدم فصل الدين عن الدولة، وهو ما أدى إلى سياسة القسوة التي ألزمتنا بالحجاب.

> الحجاب ليس الورقة الوحيدة للتيارات الدينية إذا كنت تعول على حملتك في مواجهتهم؟

صحيح أن التيارات الدينية رفعت العديد من الشعارات مثل «الإسلام هو الحل»، لكنى لست «فقيها دينيا» لأتصدى لأفكارهم، وإنما أنا مفكر أرى ظاهرة مثل الحجاب يتخذها تجار الدين لتحقيق رغباتهم، فأواجههم بنفس المنهج.

> ألا تخشى من تبعات مثل هذه الدعوة؟

لست خائفا من أحد، خاصة أن كل المحترمين يقفون في صفي، وكثيرون جدا ممن يهاجموننى في الإعلام والفضائيات، هم بالأساس عملاء لأمن الدولة، ومتورطون في قضايا مخلة بالشرف، وسمعتهم سيئة.

> لكن البعض يعتقد أنك تبحث عن دور؟

كلام غير صحيح بالمرة، فلست أبحث عن دور، كما لا أحتاجه، حتى أننى لا أحب الظهور في الإعلام بأى شكل من الأشكال.

> أخيرا.. سيناريو تظاهرة خلع الحجاب كيف سيكون؟

لن تتخطى قيام مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير، على أن يحيط بهم مجموعة من الرجال لحمايتهم، وسأكون أول هؤلاء الرجال، وسوف يتم إخطار مديرية أمن القاهرة بذلك لتوفير الحماية.
Advertisements
الجريدة الرسمية