رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الشيخ الشعراوى الحاضر الغائب (1)


لو كان إمام الدعاة الشيخ الشعراوي حيًا بيننا الآن.. فماذا كان فضيلته سيقول عن إعلامنا المنفلت المستبد الداعي للفتنة والهدم والتشكيك في ثوابت الدين.. وماذا كان سيقول لو رأى ما يحدث بسيناء من قتل وإرهاب تمارسه جماعات باسم الدين، ينتمي بعضها إلى تنظيم القاعدة وداعش، وتنحدر كلها من جذور جماعة الإخوان التي ترفع السلاح في وجه الشعب وجيشه وشرطته، وتكفر بالدولة الوطنية، ولا تعرف إلا الانتماء عابر الحدود والقارات، ولا تعرف للأوطان حدودًا ولا حرمة بل تكفر بالمواطنة وتتملق الديمقراطية، وتتخذها سلمًا للسلطة حتى إذا ما ظفرت بالحكم تخلصت منها ومن الداعين إليها والمؤمنين بها.. كما حدث في العام الذي حكموه.


ماذا كان الإمام سيقول لو أنه رأى أحزابًا دينية تتشكل بعد الثورة يزاحم بعضها بعضًا، وهو القائل: "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، لا أن يصل أهل الدين للسياسة".. ماذا يقول لو أنه رأى ثوارًا لا يعرفون سوى الهدم سبيلًا للاعتراض والرفض ولا شيء آخر، ينشغلون بالماضي وحساباته وأخطائه، غافلين المغزى الحقيقي للثورة كما صاغه الشيخ الشعراوي بقوله الأثير: "الثائر الحق هو من يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد".. أي أن الهدف الأسمى هو إعادة البناء، بناء الوطن والقيم وتصورات المستقبل وليس الاكتفاء بالهدم والتدمير والتشويه وإهالة التراب على كل قيمة بدعوى انتمائها للماضي وكأن الماضي عوار كله، وفساد لا خير فيه.
ونكمل غدًا.. 
Advertisements
الجريدة الرسمية