رئيس التحرير
عصام كامل

الإعجاز الإلهي في اختيار مكان الكعبة


عندما فكرت في هذا الأمر بحثت حتى توصلت إلى عجائب تعبر عن الإعجاز الإلهي في اختيار الكعبة ولكن، لماذا اختار الله تعالى بناء الكعبة في هذا المكان؟


الدكتور حسين كمال الدين، رئيس قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة جامعة الرياض بالسعودية، ذكر أنه توصل إلى ما يشبه النظرية الجغرافية التي تؤكد أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية، وقد بدأ بحثه برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض عن مدينة «مكة المكرمة» وكان بحثه لتصميم جهاز علمي يساعد على تحديد القبلة، وفجأة اكتشف على الخريطة أن مكة المكرمة تقع في وسط العالم؛ ولهذا السبب كان الاختيار الإلهي أن تكون هذه البقعة مقرًا لبيت الله الحرام ومنطلقًا للرسالة السماوية، وصدق الله العظيم

ولذلك ورد أن اليهود قالوا: بيت المقدس أعـظم من الكعبة، فأنزل الله تعالي: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًي لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناَ».

والرسول سُئل: أي المساجد بني أولاً؟.. قال: البيت الحرام.. قال: ثم أي؟.. قال المسجد الأقصى.. قال: كم بينهما؟.. قال: أربعون سنة؛ ولأن هذا المكان له منزلة خاصة وسامية، فإن الرسول[قال:«صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.. وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه».

وقد يطوف بمخيلة الكثيرين سؤال: لماذا اختار الله هذه البقعة؟.. والإجابة أنه سبق في علم الله شيء لم يسأل عن ربنا جل جلاله، فله سبحانه أن يخلق ما يشاء ويختار ما يشاء فهو سبحانه خلق الملائكة واصطفي منهم بعض الرسل، وخلق الناس واختار منهم بعض الرسل، وفضل بعض الرسل على بعض، وقال سبحانه: «(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ).. وخلق الزمان وفضل بعض الأيام على بعض، وبعض الليالي على بعض، وفضل بعض الساعات على غيرها، كما خلق الأرض وفضل بعض أمكنتها على بعض، تلك حكمة الله الذي لا يُسأل؛ لأنه صاحب الأمر وأعلى وأعلم، وصدق الله العظيم: «لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ».

ثبت جغرافيا أن الكعبة هي مركز دائرة الكون وفي دراسة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم لوحظ تمركز«مكة المكرمة» في قلب دائرة تمر بأطراف القارات السبع الحالية، واستنتج من ذلك أن اليابسة موزعة حول مكة توزيعًا منتظمًا على سطح الكرة الأرضية بمعنى أن هذه المدينة المباركة تعتبر مركزًا لليابسة وهنا يظهر للكل عالمية الدعوة الإسلامية وأن اختيار موقع مكة المكرمة لتكون فيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم هو اختيار إلهي فيه حكمة كبرى لم تكن لتُعرف إلا بعد ظهور الحقائق والاكتشافات العلمية الحديثة، كما أنه لا يخفى دلالة توسط موقع مكة المكرمة على تسهيل الحج والعمرة للمسلمين من مختلف بقاع الأرض فموقعها متوسط بالنسبة لجميع القارات فهي لا تقع في أقصى الشرق أو الغرب ولا في أقصى الشمال ولا الجنوب.. فسبحان الله العظيم! فالكعبة هي مركز الكون وليس مركز الأرض فقط.

وللعلم لا يوجد على سطح الأرض حجر من الجنة أو ماء من الجنة إلا في الكعبة (الحجر الأسود وماء زمزم).

سبحان الله تعالى عالم كل الأسرار والتي سيظل البشر يتوصلون إليها عبر السنين.
الجريدة الرسمية