رئيس التحرير
عصام كامل

"ترامادول" أسامة هيكل



لست من أنصار نظرية المؤامرة ولا أصدقها إلا عندما تكون نتائجها واضحة ولا تحتمل اللبس. ولست من المروجين لفكرة الطابور الخامس وحاملى الأجندات الأجنبية وخلال الفترة الماضية وقعت الكثير من الحوادث التي تؤكد أن هناك من يتعمد عدم خروج الدولة من حالة الفوضى التي سيطرت عليها وأن هناك من يخططون لهذا عن طريق افتعال الحوادث والأزمات التي تضع الحكومة في مواجهة المواطنين الغاضبين وجها لوجه وكل طرف يحاول جاهدا أن يفرض كلمته على الأخر وهناك بعض المسئولين وظيفتهم الأولى إثارة العاملين واستفزازهم ودفعهم للتظاهر وتحدى القانون والعودة مرة أخرى لحالة "سيلان" الاحتجاجات والإضرابات التي وقعت بعد ثورة 25 يناير.


من هؤلاء المسئولين أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي الذي قرر فصل 52 عاملا بالمدينة ثبت تعاطيهم المخدرات هكذا وبدون مقدمات قرر تشريد 52 أسرة ورفض منحهم فرصة ثانية وإعادة التحليل مرة أخرى بعد إنذارهم كما ينص القانون ولكن القانون لا وجود له في مدينة هيكل الفاضلة..قرر الضرب في المليان جاب من الآخر تقمص دور وزير الداخلية من كثرة السيارات المرسيدس والحراسة التي توفرها له الدولة ومن المؤكد أننا لسنا مع تعاطى المخدرات والوقوف في صف الكيف.. فأمة غائبة عن الوعى لن تصنع المستقبل.

ولكننا في الوقت نفسه لسنا في صف مسئول يدعى البطولة على الضعفاء في أزمة كان لها أكثر من حل والكثير من الأبواب ولكنه اختار الحل السهل وإغلاق جميع الأبواب وكان على "هيكل "أن يسأل الدولة عن تقصيرها في مواجهة عاصفة "الترامادول" الذي أصبح ثقافة المجتمع وأصبح يتناوله الأطفال قبل الكبار ولماذا تراخت الجهات المعنية عن مواجهة الخطر.

ولكنه اختار الحل السهل والتضحية بالعاملين ورفض التراجع عن قراره ولم يجد العاملون أمامهم سوى التظاهر ورفع شكوتهم إلى الرئيس السيسي وإنقاذهم من بطش "هيكل "الذي أكد لهم أن القيادة السياسية تقف في صفه..من المؤكد أن القيادة السياسية لن تقف في صف الترامادول ولكنها في الوقت نفسه ليست سعيدة بمسئول يضعها في أزمة كانت في غنى عنها ويتسبب في عودة المظاهرات والاحتجاجات في مكان حيوى مثل مدينة الإنتاج الإعلامي كما أن القيادة السياسية التي يقصدها بكل تأكيد هو الرئيس السيسي الذي لن يكون سعيدا بفصل هؤلاء البسطاء ولم يعطى هيكل أمرا بذبحهم.
فعودة التصرفات الصبيانية من بعض المسئولين لن تكون في صف الرئيس ولكنها حتما ستكون في صف الفوضى فهل من مستجيب؟!.
الجريدة الرسمية