رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نصر العرب



من خلال زيارتى القصيرة جدًا إلى لبنان ساحرة الشرق وجنة الله على الأرض كان كل ما يشغل فكرى أثناء هذه الزيارة هو دراسة المجتمع البشرى في كل مدن لبنان عن كثب وخصوصًا المجتمع الشيعى.


وكان لابد أن أتساءل عن الأسباب التي جعلت من لبنان في يوم من الأيام شعلة نار موقدة من خلال حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين وهل كانت حرب دينية ؟ فوجدت أنها كانت حربا سياسية ألبسوها غطاء دينيا وأظهرها الإعلام الموجه على أنها حرب صليبية ضد المسلمين في لبنان.

ولحساب من كان دمار لبنان؟ بالطبع كان لحساب الكيان الصهيونى الغاصب والذي شن حربا على لبنان واستولى على بيروت ولولا مقاومة أبطال حزب الله ما تحررت بيروت هذه البقعة من الأرض والتي ليس لها مثيل في الكون.

وبرغم أنه مازل هناك بقعة من أرض لبنان محتلة من الكيان الصهيونى وهى مزارع شبعا إلا أن المقاومة مازالت تقاوم من أجل تحرير الأرض وليس هدف المقاومة هي لبنان فقط فعلى حد قول قيادات من حزب الله أنه لو تحررت لبنان بالكامل فلن تهدأ المقاومة حتى يتحرر الشرق الأوسط كاملًا من سرطان هذا العدو الصهيونى وتحرير القدس فهم لم ولن يعترفوا بدولة تسمى إسرائيل.

وشجعنى كثيرًا اتساع أفق مشايخ وقيادات من حزب الله وروحهم الطيبة في أن أنقل إليهم ما يذاع من أقاويل منتشرة بين الشعب المصرى عن المذهب الشيعى فسألتهم هل قرآنكم هو قرآننا ؟ هل أنتم تسبون السيدة عائشة رضى الله عنها؟ وهل أنتم تقولون بأن على رضى الله عنه هو أولى بالنبوة من النبى محمد عليه أفضل السلام؟ وهل أنتم تسعون بالفعل لتشييع المجتمع المصرى ؟ وكثير من هذه الأسئلة فبتسموا وقالوا لى كما أن هناك من السنة ومن المسلمين عامةَ من لديهم أفكار متطرفة فكذلك الشيعة منهم أيضًا جماعات لها أفكار متطرفة وهو يطلقون على أنفسهم بالشيعة فالشيعة مذاهب كثيرة ولكنهم أي حزب الله فأنا لم أجد فروقا جوهرية في صلاتهم أو أذانهم وأى شىء من طقوس العبادة الإسلامية التي نعرفها نحن أهل السنة فقبلتهم قبلتنا وقرآنهم قرآننا وصلاتهم صلاتنا فهم منا ونحن منهم وإن كانوا الشيعة يحبون أهل البيت فنحن في مصر أكثر حبًا لأهل البيت منهم فعندنا السيد الحسين والسيدة زينت والسيدة نفيسة وغيرهم الكثير إلا فروق قليلة لا تخرجهم بالبطع عن شرع الله.

وقد زرت مقابر شهداء مقاومة حزب الله ورأيت فأذهلنى ما رأيت من تكريم لم أره في حياتى للشهداء في مقابرهم فهم يدفنوهم تحت الأرض في لحود كما في البقيع ولكن في مكان يشبه المساجد أو مكان مظلل والأرض مغطاة بالبلاط وكل مرقد شهيد (لحد) يعلوه مستطيل رخامى أفقى وفى طرف هذا المستطيل يوجد مستطيل رخامى آخر رأسى مكتوب عليه اسم الشهيد وتاريخ استشهاده وبعض البيانات عنه وصورته وتأتى الأهالي لزيارة أبنائهم الشهداء واضعين المصاحف والهدايا وسجاجيد الصلاة وغيرها من أجل زينة اللحد إذا فهم يطبقون الشرع في دفن شهدائهم بحيث يكون مكان اللحود مهيئا لقضاء أهالي الشهداء والزائرين يومًا كاملًا مع أبناء المقاومة ففى بعض مقابر الشهداء يوجد ما يسمح بإقامة ندوات ومسابقات لأبناء الشهداء بجوار لحد (مقبرة) آبائهم وكأنهم يريدون أن يقولوا بأن الشهيد لم يمت فهو يشارك أبناءه في حفلاتهم وهذا ظهر جليًا عندما قمت بعمل حديث مع طفل ابن أحد شهداء المقاومة جاء لزيارة أبيه مرتديًا زيًا عسكريًا مفتخرًا بأن أباه من شهداء المقاومة وقال لى إنه يتمنى أن يستشهد فقالها وهو على يقين بما يقول وقالها وهو مبتسمًا وهذا يصدق ما قيل لى بأن الأهالي تعلم أبناءها لتقدمهم شهداء من أجل تحرير الأرض فالمقاومة لا تقبل انضمام الجهلاء أو أصحاب المؤهلات العادية أو المتوسطة   إليها فمعظمهم من المتعلمين في الجامعة وذلك على حد قولهم بأن المقاومة عقل لا جسم. وللحديث بقية في المقالة القادمة بإذن الله ولك الله يا شرق ويا أبناء العرب.
Advertisements
الجريدة الرسمية