رئيس التحرير
عصام كامل

البورصة


البورصة اسم لا يكاد يسمعه البعض ممن خسروا فيها أموالهم إلا ويكون الأثر سلبيا عليهم وعلى النقيض فلمن حققوا منها مكاسب يعكس اسم البورصة مكانا للمغامرة واكتساب الأموال بصورة غير متوقعة.


في أحد المؤتمرات التي تم تنظيمها في معهد التمويل الدولى قال لى أحد المتخصصين إن البورصة لدينا مكان للمقامرة وحينها لم أمنع نفسى عن الغضب فما وجه اختلاف البورصة المصرية عن البورصات العالمية.

قلت ما الاختلاف ؟
أجاب بكل وضوح أن الشراء والبيع في البورصات العالمية يخضع لحساب معادلات عما سيدره السهم في المستقبل من أرباح ليتم تحديد قيمة سوقية له وهذا ما يفعله المستثمرون في البورصة ولهذا لا يتم جنى أي أرباح غير حقيقية أو خسارة ناتجة عن زيادة الطلب أو العرض إنما كل شىء له حساباته في جو عام من الشفافية.

أما في البورصة المصرية فالبيع والشراء على أساس المقامرة بدون حساب أي عوائد مستقبلية وإنما الشراء كما يقولون من أجل البيع وقت ارتفاع الأسعار وهو ما جعل المضاربين يقومون بالشراء أملا في الصدف أن يحالفهم الحظ وهو للأسف ما يستنزف أموال الناس بالباطل ويخرج المستثمر وهو نادم على الدخول في سوق لم تحقق له إلا الخسارة.

الغالبية هي من تدخل البورصة بدون حساب وتخرج منها وهى نادمة على الدخول فيها إلا أن الرغبة في تحقيق ما تم خسارته يدفع الفرد إلى الدخول فيها مرة أخرى ولكن في النهاية أصبح رهينة للعامة الذين يقومون بشراء سهم خاسر فيدفعون لسعره بالزيادة وقد يبيعون سهما رابحا فيدفعون بسعره للانهيار وتبقى الكارثة حين يقوم الكثير بالبيع فيقوم الآخرون أيضا بالبيع وهنا يحدث الانهيار الذي يأتى على ما تبقى من سمعة البورصة المصرية.

البورصة هي مرآه للاستثمار وهي سوق يخضع كأى سوق لنظرية العرض والطلب وعليه فإن أي هجوم للبيع من الناس دون دراسة أو أي هجوم للشراء دون دراسة يظهر البورصة للعالم على أنها مكان للمقامرة وعليه فلا ننتظر أن يدخل البورصة الكثير من المستثمرين لأنها قد حصرت نفسها في المضاربين بعدما خرج منها من تعلموا أسس الاستثمار وحساب العوائد وتركوها لمن قبلوا أن يغامروا دون توقع للنتائج أما حقق منها الربح أو خسر والأمر متروك للصدفة فقط.

أرجو أن نعرف كيف نستثمر في البورصة قبل أن نضارب فهى مكان للاستثمار وليست مكانا للمقامرة..وهذا ما سبب الخسارة للكثير من الناس المظلومة وأضاع شقى عمرهم هباء منثورا.
الجريدة الرسمية