رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفريضة الغائبة..والسم في العسل؟!


ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ فريضة تبدو غائبة في حياتنا، وهو ما يعني غياب "تحمل المسئولية" كمبدأ حاكم لتصرفاتنا جميعًا.. فما مغزى أن يثير البعض قضايا قتلت بحثًا وخلافًا وجدلًا وهى قضايا عفى عليها الزمن وليس هذا وقتها.. فنحن في عرض ساعة واحدة للعمل والتوحد والبناء لإنقاذ الوطن من مزالق الانقسام والإرهاب والفساد.


تحمل المسئولية ثقافة وأمانة تفرض على هذا المسئول أو ذاك المفكر..هذا الإعلامي أو ذاك السياسي أن يتراجع عن الخطأ؛ فالرجوع للحق فضيلة والتمادي في الباطل رذيلة..وأخطر ما يهدد شعوبنا هو إقحامها إعلاميًا في قضايا تستنزف الجهد والعمر والقدرات، ناهيك عن البلبلة وتشويش الرأي العام وصرف الناس والجهود عن أولويات الوقت الواجبة.

فمتى نمتلك شجاعة الاعتذار.. فيبادر المسئول المخطئ أو المفكر أو الباحث أو الإعلامي أو أي شخصية عامة ليعلن اعتذاره عن خطأ أو تجاوز وقع منه؛ نتيجة قرار خاطئ أو فكرة هدامة أو جهل بالأمر..متى يتقي الله فينا من يتصدى العمل العام أو يخاطب الرأي العام، فلا يلقي أخطاءه على غيره بجهل أو سوء قصد، متى ندرك أن الاعتذار عن الخطأ تعبير عن رقي إنساني وسمو بشري ومؤشر لنبل الأخلاق واستقامة القيم..وسلامة القصد والغاية.

فهل تحلينا بالفضيلة في خضم التلاسن والتراشق الإعلامي الدائر الآن في قضايا تثير الفتنة وتكرس الخلاف والانقسام وتشتت الجهود وتشيع البلبلة والفوضى، وهو خوض يظهر مدى الجهل الصارخ بالدين الحنيف وأحكامه لدى البعض وبعدهم عن جادة الصواب وهموم الوطن وأولوياته..فماذا نسمي الدعوة لخلع الحجاب في تظاهرة حاشدة بميدان التحرير غير أنها تحريض على الفتنة..وماذا نسمي استغلال المنابر الإعلامية في طرح أفكار تنافي ثوابت الشريعة الإسلامية تحت ستار الاجتهاد..غير أنه دس للسم في العسل واستهداف المجتمع في مقتل ؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية