رئيس التحرير
عصام كامل

سعيد طعيمة..تاني


قبل عام ومن هذه النافذة وفى هذه الزاوية كتبت مقالا تحت عنوان "ساندوا هذا الرجل" والرجل المقصود هنا كان اللواء سعيد طعيمة مدير مرور الجيزة في ذلك الوقت، واستعرضت تجربته في محافظة الجيزة وكيف أنه استطاع خلال فترة قصيرة من تسلمه المهمة أن يفك طلاسم التكدسات وأن يحل أزمة الشوارع المزدحمة والتي كان الخارج منها مولود والداخل مفقود، بإمكانيات متواضعة وميزانية أقل ما يقال عنها إنها لا تكفى شارعا واحدا من شوارع العاصمة وأصبح ما يفعله اللواء سعيد طعيمة على كل لسان وعلى لسان البسطاء.


وعندما كنت تسأله عن أسرار هذا التحول الكبير في السيولة المرورية بالجيزة كان يرد في تواضع أنا لم أفعل شيئا فهذا مجهود زملائى "وبدلا من تكريم اللواء طعيمة على ما فعله في الجيزة كان هناك من يرى شيئا آخر وفوجئ الجميع بدون مقدمات بنقله إلى الشرطة المتخصصة بدون عمل -وهو من تعود على العمل في اليوم أكثر من 20 ساعة- فكيف يصبح مسئولا بلا مسئولية ؟ وكان كل مايزعجه أن لديه الكثير ليقدمه في حل أزمة المرور وهو مجهود شخصى فلم يكن يستعين بأى مهندس خلال فترة عمله في الجيزة حيث كان يقول له الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة السابق عندما أشاهد ما تفعله أشعر أننى لم أدرس الهندسة قبل ذلك.

وبعد أكثر من عام على رحيل طعيمة جاء من ينصفه ويعيد إليه حقه ويضعه في المكانة التي يستحقها ويحمله مسئولية الإدارة العامة للمرور، فشكرا للواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية الذي يعرف أقدار رجاله جيدا ويضعهم في المكانة التي يستحقونهاــ إلا قلة قليلة وهذا موضوع آخر ــ فهو رجل لا يعرف المستحيل ولديه حل لكل مشكلة مرورية ولديه قناعة أن المواطن المصرى برىء من تهمة إفساد منظومة المرور وأن المواطن دائما على حق حتى نوفر له شارعا مؤهلا أن يسير فيه بعدها تأتى مرحلة حسابه على الأخطاء التي يرتكبها.

الحكومة أضاعت فرصا كثيرة في حل أزمة المرور وأتمنى أن تكون جادة هذه المرة في حل أزمة المرور في مصر وألا تترك هذا الرجل بمفرده فمساندته تعنى نجاح منظومة المرور في مصر ومساندته واجب وطنى ولن تخسر الحكومة شيئا إذا استمعت له فهو مسئول مختلف ويستخدم عقله في العمل وليس جسده مثل كثير من المسئولين.
الجريدة الرسمية